اخلاقنا عنوان رقينا - بصمة | نلهمك لتبدع
اخلاقنا عنوان رقينا
حجم الخط :
A-
A=
A+

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وبعد إن المخزون الأخلاقي لدى الأمم هو ما يميز هذه الأمم بعضها عن بعض وهو رمز حضارتها وعنوان رقيها ، حتى أن مصير الدول والحضارات بات مرهون بتمسك الأمم بأخلاقها التي أمرنا الله بها .


ففي التمسك بالأخلاق والتعامل الحسن يكون ازدهار الأمة ورقيها وسعادتها وضمان استمرارها بأمر الله.


وتحتل مكارم الأخلاق في الإسلام مساحة كبيرة من هذا الدين العظيم ، فيقول صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، ذلك لأن الأخلاق وحسن التعامل أساس بناء المجتمعات الإنسانية ،وقد ربط الاسلام إيمان المرء بحسن خلقه فيقول صلى الله عليه وسلم :” أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا” .
واليوم ونحن ننظر إلى حال المسلمين وما أصابهم من ضعف وضياع كثيرا من هيبة الأمة ، ومن عزنها وكرامتها ما أحوجنا للعودة لمدرسة أدب النفس المحمدية ، لنعيد بناء أخلاقنا ومعاملاتنا من جديد ، فبناء الأخلاق هو الأساس فإن عريت العبادة عن الأخلاق فإنها لا تغني عن صاحبها شيئا . يقول مارتن لوثر" ليست سعادة البلاد بوفرة إيرادها ، ولا بقوة حصونها ، ولا بجمال بنائها ، وإنما سعادتها بعدد المهذبين من أبنائها ، وبعدد الرجال ذوي التربية و الأخلاق فيهاوما أصابنا كل هذا الضعف والوهن إلا يوم تخلينا عن كتاب الله وسنته وأضعنا أخلاقنا.

يقول ابن خلدون : “إذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث في الأندلس وأدى في ما أدى إلى ضياعه
ويقول أحد كتاب النصارى واسمه «كوندي» : «العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات»، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحقيقة في كتابه الكريم: (وإذا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) .


ولعل من أهم أسباب الأزمة الأخلاقية التي نحياها اليوم ، هو ضعف الالتزام الديني في نفوسنا ، فالواجب علينا العودة إلى كتاب الله وسنة نبيه لإعادة بناء أخلاقنا من جديد وإن شاء الله سنكون قادرين على إعادة بناء مجتمعاتنا ،فالخير موجود في هذه الأمة إلى يوم القيامة ، فنحن أمة تمرض ولا تموت .


وإن شاء الله ستكون أخلاقنا وحسن تعاملاتنا سببا في نشر ديننا وتشيد حضارة إسلامية جديدة عريقة كما بناها من سبقنا من أجدادنا المسلمين.

إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه” 

اللهم واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت"

 

 

 

تدوينات ذات صلة
أضف تعليق