كيف نستغل العطلة الصيفية لابنائنا - تربية الطفل - بصمة | نلهمك لتبدع
كيف نستغل العطلة الصيفية لابنائنا - تربية الطفل
حجم الخط :
A-
A=
A+

العطلة الصيفية طاقات معطلة

من المعروف ان اطفالنا وطلاب المدارس ينتظرون العطلة الصيفية بفارغ الصبر لما فيها من نحرر من واجبات مدرسية وامكانية اللعب ، وممارسة الاشياء التي كانوا يح رمون منها اثناء دوام المدارس بسبب طبيعة دوام المدرسة .

تربية الطفل في العطل الصيفية

وبالفعل فإن العطلة الصفية تعتبر مهمة جدا للاطفال حيث ان العطلة الصيفية :

تتيح الاطفال اخذ قسطا من الراحة من ضوضاء المدرسة وكثرة الواجبات ، والاستراحة من الذهاب الى المدرسة كل يوم خاصة اذا كانت المدرسة بعيدة عن بيت الاطفال

كما أن العطلة الصيفية تتيح للاطفال التخلص من الروتين اليومي للدراسة ، فكل يوم يتوجب على الطفل ان يصحو في ساعة محددة ويذهب الى المدرسة في ةقت محدد وعليه ان يقوام بالواجبات المدرسية بشكل شبه يومي.. مما يجعله اسير لروتين ممل وتعتبر العطلة مهمة جدا لاكتشاف مواهب ومهارات الاطفال وفرصة لممارسة هواياتهم

ولكن في نفس الوقت تشكل العطلة الصيفية  مصدر قلق وارق للاهالي  حول كيفية استثمار اوقات العطلة الصيفية ، بالاضافة الى خوف الاهالي على ابنائهم من اكتساب العادات السلبية ، فضلا عن خوفهم على الاطفال من بقائهم فترات طويلة في اماكن غير امنة مثل الشارع  وتعرضهم للشمس خلال لعبهم لفترات طويلة   ويمكن ان تشكل العطلة الصيفية خطرا على الاطفال وابائهم في حال استمرت العادات السلبية المكتسبة  الى ما بعد العطلة ، الامر الذي ينعكس سلبيا على بداية مرحلة دراسية جديدة ، لذا من المهم جدا الانتباه الى سلوكيات الاطفال خلال العطلة حتى لا تتحول عادات دائمة

ومن اهم  العادات السلبية التي يمكن ان تظهر لدى ابنائنا خلال العطلة الصيفية :

تغير عادات النوم المتمثلة بالسهر حتى ساعات الصباح والنوم طوال النهار ، الامر الذي يؤثر على صحة الاطفال ومستوى نشاطهم خلال اليوم وزيادة الكسل والخمول  لديهم  وتغير مزاجهم وعادات الاكل ايضا   ، وفقدان النظام في البيت ، وفقدان احترام قيمة الوقت واهميته.

غياب مفهوم الالتزام والاننضباط وتحمل المسؤولية لدى الطفل ، حيث يشعر بحرية مطلقة للقيام بكل ما يريد بالوقت الذي يريد ، ليس هناك ضبط لساعات اللعب وساعات النوم اوقات الطعام الخروج من المنزل ، مما يؤدي الى تمرد الابناء على كل قوانين الاسرة وعدم رغبته بتحمل اي مسؤولية او القيام باي عمل يطللب منه .

ادمان الابناء على استعماال الالعاب الالكترونية ومشاهدة التلفاز لساعات الطويلة الامر الذي يؤثر بشكل كبير على صحتهم ومدى تركيزهم ، وفقدانهم لمهارات التواصل لانعزالهم على الاجهزة الذكية

قد تمتد مدة العطلة الصيفية الى 3 شهور من كل سنة ، ومن المؤسف ان نتجاهل  كمربين ومسؤولين امام الله   دورنا في تنشىة هذا الجيل وحمايته من الانحراف وضياع الوقت فمن واجبنا المساهمة في بناء جيل مسلم قادر على الانجاز والابداع

  فمن واجبنا كمربيين  ايجاد طرق بديلة لاستثمار العطل الصيفية وفي نفس الوقت ضمان ترفيه الابناء خلال  هذه العطل    .

 ولضمان استثمار العطل الصيفية بطرق صحيحة وفي نفس الوقت ممتعة بالنسبة للاطفال لا بد من مراعاة 4 جوانب اساسية لدى ابنائنا وهي الجانب الروحي ، الجانب التعليمي والذهني ، الجانب الاجتماعي ، الجانب الجسمي

نبدا مع الجانب الروحاني ( تربية الطفل الروحانية ):

من المهم جدا الانتباه الى اوقات الفراغ الطويلة لدى ابنائنا اثناء فترة العطلة الصيفية  والتي قد تكون سببا في فساد اخلاقهم وابتعادهم عن الدين وتركهم لفروض الصلاة وذلك لانشغالهم بالهواتف الذكية او مشاهدة التلفاز وغير ذلك و هنا لا بد من استثمار اوقات الفراغ في بناء الجانب الروحاني لابنائنا عن طريق تسجيلهم بمراكز حفظ القران ، او عمل حلقات قران في البيت ، عمل مسابقات بيتية لسورة من سور القران تخصيص وقت ولو نصف ساعة في اليوم لمجلس ذكر يتم فيه قراءة قصة صحابي او قصة غزوة او الحديث عن السيرة النبوية ، تشجيع الابناء على قراءة القصص الاسلامية ، وممكن ان تقوم الاهل ا بتعليم ابنائهم كل يوم خلق اسلامي او صفة من صفات الرسول صلى الله عليه وسل ، او اسم من اسماء الله الحسنى ، والاهتمام بالاذكار اليومية

من المهم جدا تعويد الاطفال على الصلاة ، وهنا لا بد من تنويع اساليب دعوتهم للصلاة  والحرص على ان تكون هذه الطرق مشجعة لهم وليست منفرة

وتشجيع ابنائنا لاستعمال هواتفهم الذكية للبحث عن هذه المواضيع ، ويمكن عمل مكافأة لافضل موضوع يتم عرضه من قبل الاطقال

بصورة محببة وليس منفرة ، حيث اصبح الان من الصعب منعهم من استخدام الهواتف االذكية ولكن من المهم وضع انظمة وقوانين لاستعمالها ومن هذه القوانين 

  • استعمال الهاتف في اوقات محددة من اليوم
  • لا يسمح بابقاء الهواتف مع الابناء عند  الذهاب الى النوم
  • عند الاجتماعات العائلية توضع جميع هواتف البيت في مكان واحد
  • التاكد من عدم خطورة الالعاب الموجودة على هواتفهم
  • اضافة الاب او الام على حسابات الشخصية للابناء

الجانب الروحاني من اهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها خلال العطلة الصيفية لخطورة الفراغ على اخلاق ابنائنا وهناك الكثير الكثير من الانشطة والوسائل التي يمكن القيام بها داخل البيت خلال العطلة والتي لا تحتاج الاهمة عالية وادراك لمسؤوليتنا كمربين امام الله في حماية اخلاق ابنائنا وثوابتهم التي اصبحت اليوم في خطر شديد نتيجة ما نشهده من انفجار في مواقع التواصل الاجتماعي وظهور الالعاب الالكترونية التي تهدد سلوكيات وصحة ابنائنا.

ثانيا الجانب التعليمي والذهني ( تربية الطفل التعليمية)

ان انقطاع الطالب مدة 3 اشهر عن التعليم كفيل بتقليل من قدرات الطفل ، ونسيان الطفل لبعض مهارات القراءة والحساب وخاصة لاطفال المراحل الابتدائية ولتنمية الجانب التعليمي والذههني لابنائنا نقترح :

اشراك الاطفال بنوادي صيفية لتعلم مهارة جديدة او لغة على ان لا تكون هذه النوادي مملة للطفل ولا تسجل ضغطا للطفل حيث ان من حق الطفل الاستمتاع بالعطلة ولكن بطرق صحيحة . ( وفي حال عدم وجود قدرة مادية للاهل لاشراك اطفالهم بمثل هذه النوادي فيمكن للام او الاب تخصيص نصف ساعة كل يوم لمتابعة الاطفال ، استعمال الانترنت لتنزيل البرامج التعليمية وهناك عدد كبير جدا من المواقع التعليمية على الانترنت ، .. استخدام كتب الالغاز والعاب الذكاء والمسابقات ..)

  • تشجيع الابناء على كتابة المذكرات والقصص وخاصة الخيال العلمي والادبي والخواطر يدويا وعلى الحاسوب لتعليمهم الطباعة
  • تشجيع الاطفال على حفظ 5 كلمات من اللغة الانجليزية كل يوم
  • تشجيع الاطفال على تعلم برامج التصميم ولغات البرمجة
  • استعمال الالعاب العائلية مثل لعبة اسم جماد نبات ، لعبة مذيع اليوم ..وهذه الالعاب تشيع الجو والالفة بين افراد العائلة .
  • تعليم البنات مهارات الطبخ والحلويات والتنظيف الاشغال اليديوية ولكن بطريقة مصادقة البنات وليس بطريقة الامر والنهي وهي فرصة لاقتراب الام من ابنتها في جو مرح واعداد امهات المستقبل قادرات على تحمل المسؤولية

من الامور المهمة جدا تعليم الاطفال مهارة الرسم والتلوين

ثالثا الجانب الاجتماعي ( تربية الطفل الاجتماعية):

لا احد ينكر اليوم الاثر السيء لمواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية على العلاقات الاجتماعية ، ودورها في العزلة الاجتماعية وتفكك الروابط العائلية وخاصة على فئة المراهقين ، والعطلة الصيفية فرصة لاعادة بناء الروابط الاجتماعية ، حيث ان الأنشطة الاجتماعية مهمة لتطوير شخصية الطفل وقدرته على تحمل المسؤولية وعلى التواصل الاجتماعي

ومن الانشطة الاجتماعية التي يمكن ممارستها في العطلة :

  • زيارة الاقارب والجيران
  • الرحلات
  • المخيمات
  • التطوع في بعض الانشطة
  • تعويد الاطفال الاكبر سنا  الذهاب لشراء حاجات المنزل   من ا لممكن

  السماح للأبناء الأكبر سناً بالعمل خلال العطلات الصيفية، ولكن ضمن معايير منها ان تكون اماكن العمل امنه ، بعيدة عن الاشخاص السيئيين ، هذا الأمر له أثر إيجابي كبير في تطوير شخصية الابن، وتحمله للمسؤولية، كما أنه يهيئه لمواجهة سوق العمل، بعد إنهاء الدراسة.

 اخيرا الجانب الجسمي والصحي ( تربية الطفل الجسمية والصحية):

من اهم الانشطة للعناية بهذا الجانب ممارسة الرياضة 

فالرياضة مهمة جدا في تفريغ الطاقات لدى الاطفال وخاصة فئة المراهقين ، وهذه الطاقات اذا لم يتم تفريغها فأنه ستتحول الى طاقة ضارة على حسم الابناء  , كما ان الرياضة  تلعب دورا مهما في   نمو جسد الأطفال ، والمحافظة على صحتهم والرياضة تساعد في التخلص من الكسل وتجدد خلايا الجسم وتجدد الفكر كما انها تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتزيد مهارة التعاون والعمل الجماعي لدى الاطفال ، خاصة اذا كانت العاب جماعية

ويمكن اشراط الاطفال في النوادي الرياضية حسب ميولهم واهتمامتهم

وفي حال عدم توفر القدرة المادية على ذلك فانه يمكن ممارسة العديد من الانشطة الرياضية داخل المنزل مثل بعض التمارين الرياضية من خلال تطبيقات الانترنت، عمل حصة العاب يومية لاطفال البيت مع الام والاب مما يزيد من جو الالفة بين افراد الاسرة عمل مسابقات رياضية بين الاطفال حتى يتعود طفلك على روح المنافسة والفوز والهزيمة.

بقي ان نقول ان عدم توفر الظروف المادية ليس سببا كافيا لاهدار اوقات الفراغ و عدم استغلال الاجازات الاستغلال الامثل ، فهناك الكثير من الطرق والاساليب لاستغلال العطلة دتخل المنزل في حال عدم توفر الامور المادية لاشراك ابنائنا في النوادي الصيفية .

من النعم المغبون عليها الانسان الفراغ والصحة   لان صاحبها يملك وقتا كافيا لينجز ما لا يستطيع أصحاب المشاغل فعله " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " 
  فالعطلة الصيفية طاقة كبيرة ولكنها معطلة عند كثير من الناس لانهم   يقضونها باللهو والسهر والعبث ومن واجبنا كمربيين تجاه ابنائنا استثمار هذه الطاقات المعطلة     .
 و تعليم الأطفال منذ السن الصغير: تقدير قيمة الوقت، وعدم إهدار أوقات الفراغ، من اجل حياة ناجحة ومستقبل أمن بأذن الله 

نسال الله العلي القدير ان يعييننا واياكم على تربية ابنائنا تربية صحيحة ، نتمنى ان تكونوا قد استفدتم مما قدمناه لكم في هذه الحلقة نلقاكم في الحلقة القاجة ان شاء الله دمتم بخير

 الزوار شاهدوا أيضَا:

أثر المشكلات الزوجية على نفسية الطفل

أنت تقتل طفلك بالحب المشروط......... 3 مخاطر للحب المشروط على صحة الطفل

 

 

أضف تعليق