في هذا المقال نتحدث عن أنواع الكذب عند الاطفال

  في المقال السابق تحدثنا غن أنواع الكذب ماقبل سن السادسة وما بعد السن السادسة.

اقرا ايضا  طرق التعامل مع كذب الاطفال

وذكرنا عدة انواع اساسية للكذب وهي : كذب الخوف من العقوبة ، كذب لجذب الانتباه، الكذب الادعائي، والكذب الانتقامي والكذب التقليدي.

نستكمل في هذا المقال انواع الكذب ونقدم بعض النصائح والحلول المقترحة لمشكلة الكذب ان شاءالله.

ونبدأ مع انواع الكذب:

النوع السادس: الكذب الغرضي:

كثيراً ما يحتاج الطفل الى شيء معين، سواء كان لعبة او حلوى او أي شيء آخر، ويعرف الطفل بأنه لن يتمكن من الحصول عليه الا اذا لجأ الى الكذب، مثل ان يقول الطفل بأنه بحاجة الى شراء كتاب معين، ويأخذ ثمن الكتاب ليشتري به تذكرة لمسرحية في المدرسة، لانه يعرف ان الاهل لن يسمحوا له بحضور المسرحية، يلجأ الطفل الى الكذب.

اما علاج هذا النوع من الكذب فيكون بمحاولة تأمين احتياجات الطفل المعقولة قدر الامكان، وعد حرمان الطفل من كل شيء، واذ كان الاهل لا يستطيعون تأمين شيء معين للطفل، فيجب الشرح للطفل اسباب ذلك، ووعد الطفل بتحقيق رغباته في حال توفير الامكانات لذلك.

ومن طرق العلاج ايضا زرع الثقة بين الطفل واهله وعدم اخلاف الوعود معه.

اخيرا الكذب المرضي:

وهو الكذب الذي يتأصل لدى الطفل، فيصبح عادة مزمنة نتيجة تكرار الكذب، ويتصف الاطفال الذين يمارسون الكذب المرضي بمهارة عالية في الكذب، حتى انه يصعب اكتشاف صدقهم من كذبهم.

وقد يكون الكذب خارج عن ارادة الطفل بسبب الدوافع اللاشعورية.

اما علاج هذا النوع من الكذب فيكون باستشارة الطبيب النفسي وقد يخضع الطفل الى تدريب علاجي حتى لا تتطور الحالة معه.

نصائح مهمة لعلاج مشكلة الكذب عند الاطفال:

اولا قبل البدء بعلاج مشكلة الكذب عند الاطفال لا بد من معرفة الاسباب والدوافع الكامنة لهذا السلوك الغير سوي، وقد تحدثنا عن انواع الكذب التي قد يلجأ اليها الطفل وبعض طرق المعالجة.

ثانيا:

استخدام اسلوب التأديب المناسب: حيث لا بد من وضع عواقب محددة للكذب، وتنبيه الطفل الى هذه العقوبات مع التاكيد على ضرورة عن عقوبة الضرب والسخرية والحرمان القاسي،

فاذا أخطأ الطفل؛ يُعاقب الطفل على الخطأ الذي قام به ويُكافئ على صدقه.

والتاكيد على ضرورة استخدام اسلوب التسامح مع الاطفال في بعض الاحيان اذا كان صادق ..لان الاستمرار بمسامحة الطفل مع الصدق، يجعل من الصدق سلوكا مرتبطاً بالمسامحة، ولكن اذا كذب الطفل على من لا يتسامح يهتز السلوك لدى الطفل، لقد كان يصدق لانه فقط كان يعرف ان الصدق يعني انه يفلت من العقاب .. لذا يجب التنبه الى اماكن التسامح .

ثالثا: البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل

قد يفرح الاهل عندما يبدا الطفل بالكذب في بداية عمره، وقد ينظر الاهل الى هذا الطفل كنوع من الدعابة ويعتقد الطفل انه قام بعمل جيد فيكرر الطفل سبب ضحك اهله وتشجيعهم له.

ولا بد هنا من التنبيه ايضا الى ان تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة والاب والام صادقون في تعاملهم ويشكلون القدوة الحسنة للطفل مع ضرورة تهيئة الاجواء النفسية والمريحة في الاسرة، فالطفل المطمئن لا يكذب.. اما الطفل الخائف الغير مستقر فيلجأ الى الكذب.

ومن الامور التي تساعد في علاج الكذب ايضا الالتزام بالوفاء لما يؤديه الطفل، حتى لا يفقد الثقة بوالديه، خاصة ان الطفل لا يعذر والديه في حال عدم الايفاء بالوعد .. بل ينظر الى هذا الامر على انه كان كذب من والديه ولذلك يجب ان نحرص على عدم اعطاء الاطفال وعودا غير قادرين على تنفيذها.

من القواعد المهمة والمتبعة في مكافحة الكذب تنبيه الطفل حين يكذب والحزم معه حينما يقتضي الموقف ذلك.

فلا نترك الطفل يمرر كذبه، لان ذلك يشجعه على الكذب في المستقبل.. وعطيه الثقة بقدرته على الكذب والتحايل على الاهل، فاذا علم الطفل اننا قادرين على اكتشاف كذبه، فان ذلك سيذكره باننا قادرين على انزال العقوبة، الامر الذي سيقلل من امكانية الكذب في المستقبل.

من التوصيات ايضا، محاولة تلبية حاجات الطفل سواء كانت نفسية او جسدية او اجتماعية ، فكثير من مواقف الكذب سببها عدم اشباع حاجات الاطفال الاساسية.

لا تتسرع بالصاق تهمة الكاذب بطفلك ، حتى لا يألف الطفل هذه اللفظة ويستهين بها، ولا تكثر من اللوم والانتقاد للطفل ، لان مثل هذا السلوك يدفع الطفل الى الانتقام ويقلل من تقديره لنفسه، فلذلك لاتجعل طفلك يشعر بالخزي من نفسه ، ولا تقل له انك طفل سيء بل اجعله يشعر بالحزن لانه كذب وانه تم معاقبته ليس لانه طفل سيء بل لانه قام بعمل سيء.

واذا كذب طفلك حاول ان تتعامل معه بكل هدوء.

ويمكن ان تقول لطفلك انا اعرف ان الذي تقول غير صحيح، وان الكذب لا ينفع، وحاول ان تقول الصدق، بدلا من ان تقول لطفلك انت كاذب، لان ذلك قد يسيء تقديره لذاته ويجعله يثبت السلوك السلبي.

 ومن اهم الامور لمعالجة مشكلة الكذب، تنبيه الاطفال الى اهمية الصدق في حياتنا كمسلمين،ـ وانه وسيلة لكسب رضا الله سبحانه وتعالى لذا، لا بد من غرس محبة الله والخوف منه في نفوس اطفالنا.

ونشعر الطفل ان الصدق سلوك ذوو قيمة عالية وهو خلق رفيع للناس الراقية، ولا يقدم على الكذب الا الانسان الجبان، ويكون ذلك من خلال سرد القصص للاطفال وخاصة قصص الانبياء وقصص السلف الصالح والقدوة الصالحة.

رسائل سريعه نرسلها للاباء والامهات لمواجهة مشكلة الكذب عند الاطفال:

يجب ان تعلموا ان علاج الكذب لا ياتي بين عشية وضحاها، بل يكون العلاج بالتدرج ولا يحدث التغيير الا اذا اقتنع الطفل بسوء هذه العادة.

ويجب ان يتخلص منها لذا كونوا عونا لابنائكم ليكونوا صادقين.

ساعدوا اطفالكم على تجنب المواقف التي ستضطرهم للكذب، ولا تضعوهم دايما في قفص الاتهام فاذا رايت طفل يكسر شيء معين فلا تقل له هل كسرت هذا؟

لانه سيخاف من العقاب وسيكذب، بل قل له اعرف انك لم تقصد كسره ارجو ان تنتبه لذلك في المرة القادمة،

رسالتنا الاخيرة للآباء والامهات :

كونوا قريبين من ابنائكم وحسنوا علاقتكم بهم واحسنوا اليهم، ووسعوا مساحة العلاقة الطيبة والتشجيع والمدح وابعثوا لهم رسائل المحبة ، والحنان وكونوا عونا لهم ليكونوا صادقين ، امدحوهم باستمرار على صدقهم ولا تترصدوا باخطاءهم و استعينوا اولا واخيرا بالله على تربيتهم تربية صالحة ولا تنسوهم من الدعاء بأن يكونوا صادقين صالحين.

وفي الختام نسال الله العلي القدير ان يبعد عنا وعن ابناءنا افة الكذب ويجعلنا من الصادقين التوابين.