الطرق التعامل مع ابنائنا فترة الامتحانات - بصمة | نلهمك لتبدع
الطرق التعامل مع ابنائنا فترة الامتحانات
حجم الخط :
A-
A=
A+

كيف نتعامل مع ابنائنا فترة الامتحانات

ايام الامتحانات هي من أكثر الايام العصيبة في السنة، والتي تمر على الأسر، فما ان تبدأ فترة الامتحانات حتى تعلن حالة الطوارئ في البيوت، وتزداد حالة التوتر والقلق وقد يرافق هذا التوتر؛ حالات من الخلافات الأسرية بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، وتتحول ايام الامتحانات إلى أيام نكد في البيت، الأمر الذي قد يؤدي إلى القضاء على الجو الآمن لامتحانات الأبناء، فكيف يمكن أن تمر هذه الفترة بسلام؟ ونحافظ على بيوتنا هادئة مطمئنة.

وفي نفس الوقت نساعد أبنائنا على اجتياز الامتحانات بنجاح وتفوق.

قد يكون قلق الآباء على الامتحانات مبرر، وممكن أن يكون تخويف الأبناء من الامتحانات سبباً في تحفيز القدرات النفسية والذهنية للطالب، الأمر الذي يساعدهم على التفوق، ولكن إذا زاد القلق عن حده، بالتأكيد سينقلب إلى ضده، وسيجعل الطالب يعيش في خوف وكابوس وتوتر، الأمر الذي ينعكس على نفسية الطالب واداءه في الامتحان.

وفي فترة الامتحانات قد نرتكب الكثير من الأخطاء، ومن هذه الأخطاء تخويف الأبناء من الفشل من الامتحان، الأمر الذي يساهم في فشل الطالب، والإجراءات المشددة وقت الامتحانات، والحصار على الأبناء من كل جهة، والتهويل في فترة الامتحانات، وحرماننا من كل وسائل الترفيه خلال فترة الامتحانات، وبمقارنة الطالب مع اخيه او اخته، او بالآخرين، وعدم مراعاة الفروق الفردية.

 

 كثرة الالحاح على الطالب "ذاكر، ذاكر، وادرس" لان هذا الاجبار يميت حب الدراسة والتعلم لدى الطالب، ف الرغبة في التعلم والتفوق تقوم على دوافع داخلية، فإن لم تكن موجودة لدى الطالب، فلن يتفوق، وعلى الأسرة تنمية هذا الأمر لا قتله.

من الأخطاء أيضا استخدام العقاب في فترة الامتحانات، الأمر الذي يجعل الطالب ينفر من الدراسة، والمغالاة في تلبية طلبات الأبناء خلال وقت الامتحانات، لان الأبناء على يقين من تنفيذ الاهل لأي شيء حتى يذاكروا، وهذا من الأخطاء الكبيرة؛ لان الامتحانات ليست هي الحياة، واذا لم تكن تربيتنا لأبنائنا بشكل صحيح فلن ينفعهم أن يحصلوا على أعلى الدرجات.

ومن الأخطاء تركيز الاهل على حصول ابنهم على أعلى الدرجات؛ دون إدراك لأهمية المعلومة او مراعاة الفروق الفردية، ولكن كيف يمكن أن نتجاوز هذه الفترة؟

من أهم الأمور التي تساعد الطالب على اجتياز الامتحانات بنجاح وتفوق؛ توفير الجو المناسب للطالب وتهدئة الطالب وتهيئته نفسيا، وخلق جو بعيد عن التوتر، والمنازعات والشجارات.

ومن طرق إزالة الرهبة من نفوس أبناءنا الطلبة؛ تكليف الطلبة بكتابة كل مخاوفهم وقلقهم حول الامتحانات؛ الأمر الذي يساعد على تحسين أدائهم، وهذا الامر اكده باحثون في جامعة شيكاغو، عدم تحميل الطالب فوق طاقته؛ والضغط عليه بسبب الدراسة؛ ولا نلوم الطالب طوال الوقت، ولكن اذا قصر الطالب نحفزه ونذكره بأنه يستطيع أفضل من ذلك وأنه قادر على النجاح، والتركيز على الجوانب الإيجابية والثناء عليه، ووعده بجوائز وهدايا مع ضرورة الالتزام بهذه الوعود.

من المهم إيجاد دوافع لدى أبنائنا للدراسة، ونذكرهم بأهمية النجاح في المدرسة للحصول على العمل في المستقبل، وتأمين حياة كريمة، قد يرد الأبناء بأن ليس كل حاصل على شهادة يحصل على فرصة في الحياة؛ وهنا نذكرهم بفضل العلم ودور العلم في حياتنا كمسلمين، أيضا من النصائح؛ تقسيم وقت دراسة الطالب بحيث يكون هناك استراحة لمدة 10 دقائق عن كل ساعة استذكار، ومن المهم اختيار الأوقات المناسبة للمذاكرة، وأفضل الأوقات تكون في الصباح الباكر، وتشير الدراسات الطبية إلى انحدار مستوى النشاط بعد الساعة 12 ظهراً، لذا من الأفضل الاستفادة من هذا الوقت للاستراحة، وبعد الساعة 4 عصراً يرتفع مستوى الهرمونات المنشطة، ليصل إلى الذروة نحو الساعة 6 مساءاً، لذا ينصح بالاستفادة من هذا التوقيت قدر المستطاع في الدراسة.

من الضروري أن ينام الطالب نوما كافيا ليلة الامتحان، لأن ذلك يتيح أكبر قدر من المعلومات تفوق ما يحمله الطالب في السهر، حيث أن السهر المتواصل يفقد الطالب التركيز ويؤدي إلى النعاس داخل قاعة الامتحان، ولا بد من تناول الطالب لوجبة الإفطار الصباحية، وللأسف الغالبية من الطلاب يهملون هذه الوجبة، وأهمية هذه الوجبة لطلابنا كأهمية الوقود للطائرة.

ويجب الا تكون المذاكرة في غرف النوم ومن الضروري أن تكون المذاكرة بعيدة عن الضوضاء وأجهزة التسلية.

بفترة الامتحانات نحاول قدر الإمكان عدم إشغال الطالب بالواجبات البيتية والاهتمام بالغذاء الصحي للطلاب أثناء هذه الفترة والابتعاد عن الوجبات السريعة وانواع الشيبس والمشروبات الغازية والأغذية المصنعة والفلافل.

والإكثار من الخضروات الطازجة والفواكه والسمك لأنه يحتوي على اوميغا3 الذي يساعد على التركيز.

الكل يتمنى أن يكون ابنه متفوق؛ ويحصل على أعلى الدرجات، ولكن من بين أبنائنا سيكون هناك الرسام الذي لا يحتاج إلى الرياضيات، وهناك الرياضي الذي لن يهتم بالتاريخ، وهناك التاجر الذي لا تعنيه العلوم، فإذا فشل ابنك او لم يحصل على الدرجة التي تتمناها، فلا تفقده ثقته بنفسه بل امنحه فرصة ليظهر نبوغه في مكان آخر ولا تكثر من لومه، لكل إنسان قدرات ومواهب في هذه الحياة.

قل لأبناءك انك تحبهم بغض النظر عن نتائجهم في الامتحانات، شجعهم ليكون لهم أحلامهم ومواهبهم الخاصة.

ولا تعتقد أن الأطباء والمهندسين هم السعداء الوحيدون في هذا العالم، والثابت أن العصر الحديث يقوم على كيفية استخدام الإنسان للمعلومات، وليس على امتلاكها وما نراه متفوقاً اليوم من طلبتنا؛ للأسف معظمهم متفوق زائد لأنه قائم على حفظ المعلومة لا على توظيف المعلومة؛ لذا رفقا بأنفسكم وبأبنائكم.

نسأل الله العلي القدير النجاح والفلاح لأبنائنا وأبناء المسلمين  

أضف تعليق