كيف نستثمر العطلة الشتوية لابنائنا - بصمة | نلهمك لتبدع
كيف نستثمر العطلة الشتوية لابنائنا
حجم الخط :
A-
A=
A+

ابني والعطلة الشتوية 

 

تأتي العطلة الشتوية كموسم للراحة بعد فصل دراسي للطلاب واهاليهم، وخاصةً أن العطلة الشتوية تأتي بظروف جوية باردة ويتمنى الاهل بقاء أولادهم في جو دافئ، ولكن ما أن تمر الأيام القليلة على العطلة الشتوية، حتى يشعر الاهل والأولاد بالملل والكابة، والضيق الشديد، حيث أن الأجواء الشتوية؛ لا تسمح للاولاد بالخروج خارج المنزل للعب في الحدائق او المتنزهات او حتى خارج أسوار البيت، وتقتصر نشاطات الأبناء على مشاهدة افلام الكرتون واستعمال الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية والايباد والتابليت لساعات طويلة، الأمر الذي يزيد من فرصة إدمان الاولاد على الألعاب الإلكترونية والأجهزة الإلكترونية، وتكثر في العطلة عدد الوجبات التي يتناولها الأطفال والنوم لساعات متأخرة، مما يسبب الكسل والخمول لدى الاولاد، كما تكثر فرص المشاجرة بين الاولاد في العطلة الشتوية، نظرا لطول الفترة التي يقضونها في البيت، أيضا من مشاكل العطلة الشتوية تغيير نظام البيت حيث يكثر استقبال الضيوف والسهر لأوقات متأخرة، وكلما حاول الاهل منع أبناءهم من السهر او التقليل من أوقات اللعب على الأجهزة الإلكترونية او مشاهدة التلفاز لا نسمع من الأبناء الا كلمة واحدة؛ نحن في اجازة وماذا نفعل؟

وهنا تبدأ حيرة الاهل في كيفية قضاء هذه العطلة، واستغلال أوقات أبناءهم في اشياء مفيدة او على الأقل الخروج بأقل الخسائر من هذه العطلة التي تسبب تغيير في عادات الأبناء، وكثيراً ما تشكل العطلة الشتوية كابوسا للأهالي خاصة اذا كانت الأم موظفة وتضطر لمغادرة البيت في حين سيبقى الأبناء في المنزل لوحدهم، فكيف يمكننا الاستفادة من العطلة الشتوية قدر الإمكان؟

وخاصة أن العطلة الشتوية هي من حق الطالب ومن حقه أن تتاح له الفرصة للترفيه والتسلية فهي عطلة بعيدة عن أجواء الدراسة والامتحانات والروتين، ولكن ليس من الصواب ان نضيع هذه الاجازه دون أن نحاول تنمية مهارات أبناءنا او تعليمهم اي مهارة علمية او حياتية، او دون محاولة تنمية الضعف او القصور الأكاديمي لدى أبناءنا، وهناك يأتي دور ذكاء الاهل في طريقة تسويق أبناءهم للتعلم بطريقة غير مباشرة، وطريقة غير مملة ولا تتصف بالاجبار على التعلم، بل تكون بحرية الاختيار والمتعة والتشويق للتعلم.

اذن ماهي الخطوات التي تجعل من العطلة الشتوية عطلة مشوقة وسعيدة، لنا ولابناءنا.

من المفروض أن نشرك أبناءنا في التخطيط للعطلة وأخذ آراءهم بكيفية رغبتهم في قضاءها، لذا لا بد أن نبدأ العطلة بعقد اجتماع لأبناءنا يتم من خلاله مناقشة ما يحب أن يفعله الأبناء خلال هذه العطلة، وطبعا سيكون هناك اقتراحات من قبلهم، قد يصعب تطبيقها، كالسفر إلى الخارج لأنها قد تكون الميزانية لاتسمح بذلك، وقد تقتصر رغبات الأبناء على اللعب ومشاهدة التلفاز، وهنا يأتي دور الأسرة في التوجيه، بعد هذا الاجتماع لا بد من التوصل مع الأبناء إلى اتفاق انهم من حقهم الاستمتاع بالعطلة ولكن لابد أيضا من التعلم ولو شيء جديد في هذه العطلة.

وفي ما يلي اقتراح للأنشطة التي يمكن أن يقوم بها الأبناء وتعود بالفائدة عليه.

بالتأكيد معظم أبنائنا يستخدمون الإنترنت اما للعب وأما لحضور البرامج عبر اليوتيوب، طبعا يجب الا يكون مسموح لهم استخدام الانترنت في غرفهم الخاصة ابدا، نختار لهم برامج مسلية يحضرها جميع أفراد العائلة مع تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تكون موجودة خاصة في برامج الكرتون.

نوجه أبنائنا إلى الاستعمال الإيجابي للإنترنت بحيث نكلف كل واحد منهم بالبحث حول خبر معين او موضوع معين بحيث يكون الموضوع مشوقا وغير ممل، وكتابة تقارير بحيث يبقى الأبناء على اتصال مع الكتابة والقراءة في نفس الوقت، ومن المواضيع التي يحبها الاولاد أنواع التلفونات الحديثة ومميزاتها وعالم الحيوانات وعالم السيارات وعظماء ومشاهير وهكذا.

اما البنات فمثلا يمكن توجيههم لاختيار أفضل المأكولات الشتوية والتي تعطي حرارة للجسم ووسائل التنحيف وهكذا.

من الأفكار الممتعة والمشوقة والتي تضفي جو المرح والألفة والتفاف الأسرة؛ فكرة كرسي العلماء، ويمكن تطبيقها للأطفال من سن 5 سنوات إلى نهاية المرحلة الدراسية، وتقوم الفكرة على وضع كرسي في الغرفة التي تجتمع بها العائلة وممكن عمل اي ديكور بسيط لهذا الكرسي، ويختار كل واحد من الأبناء اي موضوع من اي مصدر او من اي كتاب، ويقوم الابن بعرض الموضوع بالطريقة التي يحبها امام أفراد العائلة، مما يتيح الفرصة لإشاعة جو الالفة بين أفراد البيت، وكذلك مشاركة المعلومات، ولو كانت بسيطة، المهم تنمية روح البحث والتحضير لدى أفراد العائلة، ويكون هناك في كل جلسة أفضل عرض.

من الاقتراحات أيضاً العودة إلى الالعاب التقليدية والتي تجمع افراد البيت، مثل لعبة جماد حيوان نبات، لعبة الذكاء اللغوي مثل كلمة تبدأ ب حرف وتنتهي بحرف آخر. العاب الالغاز الرياضية، ألعاب المتاهات، العاب ال puzzle وغيرها من الالعاب التي تنمي الذكاء.

قد تمر ايام وأيام لا يستطيع الأبناء الخروج من البيت بسبب سوء الأحوال الجوية ولا بد من تنشيط أجسام الأطفال ويكون ذلك من خلال عمل حصة تمارين رياضية صباحية ومسائية في البيت، بتمارين بسيطة بحيث نبعد الكسل والخمول عن أبناءنا.

بعض أبناءنا لديه هواية الرسم والتصميم والأعمال اليدوية، يمكن تشجيع الأبناء على هذه الهوايات من خلال تعليق الرسمة وكل عمل يقوم به في البيت، وهكذا نبدأ بتشجيع وتنمية هذه الموهبة.

هناك برمجيات بسيطة جداً وممتعة جدا يمكن تعليمها للاطفال ابتداءا من عمر 9 سنوات، مثل برامج تصميم الفيديو، والرسام في حال توفر جهاز الحاسوب في البيت.

بالنسبة للفتيات في سن 12 او اكثر، يمكن استغلال العطلة بتعليمها عمل بعض الحلويات والاكلات البسيطة ولكن يجب اختيار اسلوب محبب وكلمات تودد أثناء التعليم، كما يمكن تعليم البنات بعض أعمال الصوف او اي أعمال يدوية، ونؤكد على ضرورة مصادقة الفتيات في هذا العمر.

من المهم جداً عمل مسابقات قرآنية في البيت لحفظ سورة معينه تتناسب مع عمر الابن، ونؤكد على عدم الخروج من العطلة دون حفظ ولو سورة واحدة.

ملاحظة مهمة؛ بالنسبة للأطفال في عمر 5 سنوات او 6 سنوات، عند انقطاعهم عن الدراسة لمدة، تعاني الام من نسيان الطفل لمهارة الكتابة السريعة، وحتى تذكر الأحرف والأرقام، هنا لا بد من تخصيص ولو 10 دقائق كل يوم بأسلوب لعب مع الطفل لتذكيره بالأحرف والأرقام.

هناك بعض الطلاب يعاني من مشاكل في التأسيس بمادة معينة كالرياضيات او اللغة الانجليزية او غيرها، هنا نوصي الاهل بإيجاد حل لهذه المشكلة قبل البدء بالفصل الدراسي الثاني، حتى لا تستمر المعاناة.. ونذكر انه لا يجب تعنيف الابن ولا معاقبته على تقصيره، بل نشجعه ونحاول مكافأته في حال احرز اي تقدم، ونراعي ألا يكون الوقت المخصص لتدريسه يتعارض مع أوقات اللعب او المتعة.. ولكن نحاول قدر الإمكان الا تنتهي العطلة الا بحل مشكلة التأسيس.

في حال كان وضع الأسرة يسمح ماديا فإنه من المستحسن إرسال الابن إلى النوادي الشتوية لانها فرصة للتعلم واكتساب مهارات جديدة في الحياة.

العطلة الشتوية، فرصة لإحياء روح الألفة بين أفراد العائلة التي بتنا نفتقدها بعد ظهور العالم الافتراضي فلنحسن استغلال هذه العطلة ولا ندع أبنائنا في مصيدة التشتت الإلكتروني والألعاب الإلكترونية وبرامج التلفاز، حتى لا يكونوا عرضة للانهيار النفسي والديني والخلقي وكذلك للانهيار الصحي، فلنعد جميعاً ونلتف حول مدفأة واحدة ليعود الدفئ لبيوتنا جديد.

أولادنا أمانة في اعناقنا وسنسأل عنهم فلنحسن إليهم ليحسنوا إلينا في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق