الكلمات الإيجابية تصنع المستحيل مع أطفالنا 

تزداد مهمة تربية أطفال اصحاء عاطفيا صعوبة هذه الأيام، هناك العديد من التحديات اليومية للأسر، مثل تأثير الإعلام والثقافة التي تدفع أطفالنا للنمو سريعا، والعنف والمشاكل المختلفة التي تفشت في المجتمعات، بالإضافة إلى التحديات المعيشية التي تواجه الآباء والأمهات، لذا فإن تربية الأبناء أصبحت علما وثقافة أساسية لها أصول وقواعد لا بد من تعلمها، مساعدة الآباء في التعامل الفعال مع المشكلات السلوكية للطفل، وتسيير عمليات النمو واكتساب المهارات ولكن، الكثير من الآباء والأمهات يجهلون فن التربية ولا يعرفون اهميتها وغالبا لا تتعدى ملاحظة الأبناء أكثر من توجيه المنامة وتوبيخ للطفل، ومن الأمور المهمة جداً التي يجب أن يدركها الاهل أهمية الكلمة الإيجابية في تكوين شخصية الطفل وتعديل سلوكه، فمعظم الآباء والأمهات لا يلقون بالا لكلماتهم التي يوجهونها كل يوم لأطفالهم. مع ان علماء النفس والتربية يؤكدون على ان معظم المشكلات السلوكية الخاصة بالأطفال تتحسن بعد استعمال كلمات الحب، حتى في حالات الأطفال الذين يعانون من إصابات دماغية، وللأسف تؤكد كلية الطب في كاليفورنيا أن الإنسان من الميلاد إلى السن 12 سنة يتلقى ما بين 50 الف إلى 150 الف رسالة سلبية مقابل 600 رسالة إيجابية، وهذا الكم الهائل من الكلمات السلبية كفيل بهدم شخصية الطفل.

ان الكلمات التي نوجهها يوميا إلى أطفالنا تركز عند الطفل فكرة عن نفسه، مفادها حسب الكلمات التي نوجهها إليه، فاذا وجهنا لهذا الطفل مثلا كلمات انه ضعيف في مادة دراسية وان استيعابه ضعيف او انه يخاف؛ فإن هذه الفكرة تعزز عند الطفل وتثبت مع التكرار، وسيتصرف الطفل فيما بعد على أساس هذه الفكرة، فيصبح الطفل ضعيف دراسياً او طفل ضعيف الشخصية بناء على الفكرة التي وجهت إليه.

وبالمقابل اذا وجهنا لنفس هذا الطفل كلمات إيجابية مثل انت مميز، انت قوي الشخصية، فإنه سيتصرف بناء على الكلمات الإيجابية التي وجهت اليه، ويبث فيه الأمل لتحقيق درجات متفوقة ويكون شخصية متميزة.

ومن أسوأ الكلمات السلبية التي يمكن أن يسمعها الطفل حسب ما يذكر الدكتور مصطفى ابو السعد ما يلي: انك لا تصلح ابدا لأي شيء، احبك ولكن.. اذا فعلت ذلك فأنت لست ابني، كم أتمنى لو اني لم انجبك، او اننا لم نكن نريدك، كيف يمكنك أن تكون بهذا الغباء، انك عديم الفائدة، لا يمكنني احتمالك، انك لن تصبح طالبا في الجامعة ابدا، انك كاذب، انك لن تصلح لذلك ابدا، لماذا لا تصبح مثل اخيك او اختك، انك سمين وقبيح، ان لك شخصية بشعة لا تتناسب الا مع انسان أحمق مثلك، ينبغي أن تكون سعيداً فهذه أفضل فترة في حياتك، لولاك ما كنت انا ووالدتك سعينا للحصول على الطلاق، افعل ما اقوله لك وليس ما افعله، لماذا تكون انت ولدي من بين جميع الناس، انك أقصر طفل في الصف، انت اخر من يسلم اوراقه.

هذه الكلمات والعبارات القاسية التي صدرت في لحظة انفعال او غضب فإنها تضرب جذورها في قلب الطفل وتعيش معه مدى الحياة، لذا علينا أن نفكر قبل أن نطلق كلماتنا في وجوه أطفالنا..

اما الكلمات الإيجابية فيذكر الدكتور مصطفى أبو السعد ان افضل هذه الكلمات هي:

• انا احبك، فهي كلمة دافئة تشعر الطفل بالأمن والأمان.
• كيف حالك، أنك إنسان طيب، يمكنك أن تفعل اي شيء تختاره، انك شديد الذكاء، انك متميز جدا، انك رقم واحد، خالص تهنئتي، يمكنك الذهاب فلن اشعر بالقلق عليك، انك جميل، انك تضيف الكثير لهذه الأسرة، انك ممتاز فعلا في هذا الأمر، أنني أحبك كما انت، ما شعورك نحو هذا الأمر، او ما رأيك، انني أكن لك التقدير والاحترام، انت تستطيع تحمل المسؤولية، انك سوف تتمكن من تحقيق كل أحلامك بفضل شخصيتك الرائعة، لقد قمت بعمل رائع، أنني فخور بك، اني سعيد لانه يمكنني الاعتماد عليك، انا ووالدتك نحبك منذ لحظة خروجك للحياة وحبنا لك لن يتوقف ابدا.
• هذه الكلمات الإيجابية؛ لها أثر كالسحر على أطفالكم، فكونوا كريمين على اطفالكم، ولا تبخلوا عليهم بهذه الكلمات، فهي لن تكلفكم شيئا وقد تصنع التغيير المنشود في شخصية اطفالكم، وقد تختصر جهدا في بناء شخصياتهم وتعديل سلوكهم، فيا أيها المربي الفاضل تخير كلماتك فإنها اداتك التربوية المثمرة بإذن الله تعالى.

• الزوار شاهدوا أيضًا:

  5 أنواع من العقاب لا تعرض طفلك لها - أثر العقاب على نفسية الطفل

  أثر المشكلات الزوجية على نفسية الطفل