بسم الله الرحمن الرحيم

الكل يحلم بمستقبل ناجح ومزهر وحياة هنيئة ومريحة، ويتمنى الانجاز، ومن منا لا يتمنى ان يكون صاحب ثروة وصاحب منصب، ولكن ماذا فعلنا لاجل تلك الامنيات والاحلام؟

هل خططنا لأحلامنا؟ هل فعلا نحن في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أحلامنا؟ ام اننا نحلم ونحلم ونحلم؟

وبعد مرور الزمن سنستيقظ لندرك ان كل تلك الاحلام، لم تكن سوى سراب في مخيلاتنا، فلنحذر حتى لا نكون كهؤلاء المسافرين على الطائرة.

يُحكى ان طائرة كانت تحمل عدد كبير من المسافرين، وظلت هذه الطائرة تطير في السماء لساعات وساعات، حتى نام جميع المسافرين، باستثناء احد الركاب الذي قرر ان يذهب الى غرفة قيادة الطائرة ليعرف اين يتجهون، وعندما وصل غرفة القيادة، سأل القائد: الى اين تتجه هذه الطائرة؟ قال القائد: لا اعلم وقد نسيت الخرائط أيضا، ولكن لا تقلق فخزّان الطائرة مليء بالوقود. ففزع الشاب من الاجابة وقال: ولكن الوقود سينفذ حتما يوما ما، ستتحطم الطائرة، نعم سينفذ يوما ما. كذلك هي حياتنا؛ فكل يوم يمر دون تخطيط فهو يوم يتحطم من أعمارنا، والان ماذا عنك أنت، الى اين تقودك خطواتك؟ هل تعرف الى اين انت ذاهب؟ واين انت الان؟ والى اين تريد الوصول؟ ماذا تريد ان يثٌال عنك؟ ماذا تريد ان يُكتب عنك؟ وكيف ستصل الى ما تريد؟ اجابتك على هذه الاسئلة ستكون بداية التخطيط، هناك مثل صيني يقول: (المستقبل ملك أولئك الذين يخططون له)، فالفاشلون يعتقدون بأن الحظ هو العنصر الأساسي لما يحدث في حياته، ولكن الاشخاص الناجحون يؤمنون بأن الانسان هو من يخطط للنجاح ويصنعه، فأي الفريقين انت؟ فلماذا لا تخطط لحياتك؟ ولمستقبلك؟ هناك اسباب وهمية كثيرة قد تمنعك من التخطيط، منها كثرة المحبطات من حولك والكلام السلبي، والخوف من المستقبل، وعدم القدرة على التخطيط وعدم الايمان بأهمية التخطيط، مع ان التخطيط سمة الانسان الناجح، ما لم يفكر بالمستقبل فلن يكون له مستقبل، فالتخطيط ان تجعل المستقبل صورة حاضرة أمامك، تقول برايم ترايسي: (الاشخاص العاديون لهم أمانيهم وآمالهم والاشخاص الواثقون بأنفسهم لهم أهدافهم وخططهم)، فالتخطيط يؤهلك لان تستفيد من كل دقيقة في يومك، ويجعلك قريبا من تحقيق أحلامك، فاذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل، يقول ستيفن برينن: (يمكننا الوصول الى اهدافنا فقط من خلال خطة نعتنقها بشدة، ونعمل على تنفيذها بقوة).

ليس هناك طريق آخر للنجاح، اذن الباحثين عن النجاح ، والباحثين عن التميز، للمصرين لان يكون لهم اثر في هذه الحياة، لا بد من التخطيط.

خطط لحياتك ولا تدع ظروفك تقودك كما تشاء ولا تنسى ان تكون خطتك مكتوبة، خطط لما تحلم به، ومهما كان عظم حلمك، خطط واكسر كل حواجز الخوف بداخلك، لتحقيق حلمك، فحتما ستصل بالتوكل على الله والاخذ بالأسباب، والتخطيط لما تحلم به، خطط ولا تنسى تخطيطك للحياة الاخرة، فهي مستقبلنا الحقيقي.

اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ووفقنا لما تحب وترضاه.