قوة الارادة تصنع المعجزات .. كيف تقوي ارادتك - بصمة | نلهمك لتبدع
قوة الارادة تصنع المعجزات .. كيف تقوي ارادتك
حجم الخط :
A-
A=
A+

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرة هي العثرات التي نتعرض لها في الحياة، كثيرة هي المواقف التي تصدمنا، كثيرة هي الضربات التي نتلقاها وقد توجعنا، كثيرة هي حالة الفشل التي قد تعيقنا عن تحقيق اهدافنا واحلامنا، فهل من الحكمة ان نستسلم لها؟ ونبقى نردد؛ تحطمت حياتي، كل الظروف ضدي، مستقبلي انتهى، لا مجال للتوبة، فأخطائي كبيرة، ولا استطيع العودة، يجب عليي ان ابقى من ازمة الى ازمة.

وحدهم الانهزاميون والفاشلون والمتخاذلون من يرددون تلك العبارات اليائسة كأصحابها، أما اصحاب الارادة القوية هم من اصروا على تصدير اسمائهم بين صفوف العظماء، واستعانوا بالله ثم بإرادتهم للنهوض وتحويل كل الصعوبات الى فرص حقيقية وتحقيق للنجاح، اصحاب الارادة القوية كان لهم الصقر قدوة في الحياة؛ فحياة الصقر أروع مثال يُضرب في قوة الارادة وأرادنا الله ان نتعلم من معنى الارادة الحقيقية، فالصقر يعيش حتى 70 عام، ولكن حتى يعيش الصقر هذا العمر عليه اتخاذ قراراً صعباً، فعندما يبلغ 40 عاماً تعجز أظافره على الامساك بالفريسة وهي مصدر غذاءه، ويصبح منقاره القوي الحاد معقوفاً شديد الانحناء بسبب تقدمه في العمر، وتصبح أجنحته ثقيلة، بسبب ثقل وزن ريشها وتلتصق بالصدر ويصبح الطيران في غاية الصعوبة بالنسبة له، وهنا أمام الصقر خيارين؛ اما ان يستسلم للموت او يُخضع نفسه لعملية تغيير مؤلمة، تستمر 150 يوم، تتطلب العملية ان يقوم الصقر بالتحليق الى قمة الجبل الى حيث عشه، فيقوم الصقر بضرب منقاره على صخرة بشدة، حيث تنكسر مقدمته المعقوفة وعند الانتهاء من كسر مقدمة المنقار، ينتظر الصقر حتى ينمو منقاره من جديد، ثم يقوم بعد ذلك بكسر مخالبه أيضاً.

وبعد ان تنمو مخالب الصقر يبدأ في نتف ريشه القديم، وبعد 5 أشهر يطير الصقر في رحلته الجديدة وكأنه وُلد جديداً.

نعم هكذا هي البدايات الجديدة، ومراحل التغيير تحتاج قوة ارادة وقرارات قد تكون صعبة او قاسية، ولكن لا بد منها فكما ان الصقر أمامه خيار الموت او الحياة، فأنت أيضاً أمام خيار أكون أو لا أكون، فإما ان تستسلم وتبقى في القاع واما ان تصعد بنفسك، الى فوق بحيث تتفوق على كل من يحاول ان يعيدك الى الوراء، راهن على قوة ارادتك وتحمل نتيجة قراراتك.

ل مشكلة ولها حل، حتى المشكلات الشائكة يمكن تجاوزها بمرور الزمن.

قد تشعر ان كل سهام الحياة تُوجه ضدك، وكل شيء يسير عكسك، توقف قليلاً وانظر الى الضوء الخافت الذي يتسلل اليك، وانت لم تنتبه اليه، ارادة الانسان القوية هي مفتاح قدرة الانسان للنهوض من الازمات، وتتحقق الارادة، بالتخطيط وتحديد الاهداف والقدرة على التحكم بالذات.

لا تتهرب من اتخاذ القرارات الحاسمة، ولا تستمر في تعذيب ذاتك، فما فات قد فات، ولا تكن أسير لظروف الحاضر، وكن متفائلاً بالمستقبل، ثق بالله ان غداً سيكون أجمل. لاتستمر بالنظر الى نفسك كضحية، بل قم بتعديل أخطائك، واعترف بوجود مشكلة، وتعرف على أساليب حلّها.

أصحاب الارادة القوية هم من يصرون على الصعود الى القمة ويرفضون الاستسلام، كانوا صريحين وأمناء مع أنفسهم في تحديد نقاط ضعفهم، والمبادرة في التحكم في المشكلات وبذل أقصى قدراتهم لحلها، وتذكر ان البذرة الصغيرة تعلم انها كي تكبر يجب ان تُدفن في الوحل وتُغطى بأكملها في الظلام، لتكافح حتى تصل الى الضوء، فقط ثق بالله وبقدراتك وقوة ارادتك، ولنبدأ حياة جديدة، بهمة وإرادة الصقر، ولنبدأ وأعيننا تتطلع الى القمة ولا شيء دونها.

أضف تعليق