من نعم الله علينا اننا مازلنا احياء، ومازال أمامنا فرصة لاستثمار أوقاتنا في طاعة الله، ولكن هذه الفرصة قد تُسحب من بين أيدينا في أي وقت، فعمر الانسان محدود من الله سبحانه وتعالى، لا يقدم ساعة ولا يؤخر، لذا كان من الواجب علينا ان نحرص كل الحرص على كل دقيقة في حياتنا فالوقت لا ينتظر احد، واذا ذهب فإنه لا يعود أبداً، فالوقت لا يمكن شراؤه، ولا يمكن تعويضه وكلنا سنقف أمام الله سبحانه وتعالى وسنسأل عن أوقاتنا.

 يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل فيه، وعن ماله من اين اكتسبه، وفيما انفقه وعن جسمه فيما أبلاه).

فمن أول الامور التي سيسأل عنها العبد عند الوقوف بين يدي الله هو وقته.

والأمم المتقدمة تسعى لاستثمار كل دقيقة من وقتها، وتعلم شعوبها معنى الوقت وقيمته، وانجازات تلك الامم تدل على استثمارهم الامثل للوقت في العمل والنجاح والانجاز.

يقول ابن الجوزي: (اعلم يا بني ان الايام تبسط ساعات والساعات تبسط أنفاسا وكل نفس خزانة فاحذر ان تزهق نفساً بغير شيء فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم)

فكم خزانة سنلقاها فارغة يوم القيامة؟

كم هي الساعات التي قضيناها امام شاشات التلفاز او نعبث بهواتفنا النقالة، او في امور لا فائدة منها، يقول ابن القيم: (اضاعة الوقت اشد من الموت، لان اضاعة الوقت تقطعك عن الله وعن الدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها، والدنيا من اولها الى آخرها لا تساوي غمّ ساعة، فكيف بغمّ العمر؟)

نعم ضياع الوقت يورث الخسران، والخاسر هو الذي سيضيع وقته بلا عمل، دون أن يخطو خطوات في طريق الله عز وجل.

والان هل مازلت مصراً على تضييع وقتك دون انجاز؟ والى متى؟

متى ستبدأ بتنظيم وقتك؟ الشهر المقبل؟ الاسبوع المقبل؟ غدا؟ وهل تضمن الحياة لدقائق قادمة؟

استيقظ الان وابدأ وانت مصمم على استغلال كل دقيقة في نهارك وليلك، لعلها تكون آخر دقائق حياتك.

ابدأ وانت تبتغي في استغلال كل دقيقة مرضاة الله، يقول عمر بن عبد العزيز: (ان الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما)

لا تجعل حياتك كحياة سائر المخلوقات التي لا تدرك للوقت أهمية، وتذكر قول الحسن البصري أنه ما من يوم ينشق فجره الا وينادي منادي يا ابن آدم، يوم جديد وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني لا اعود الى يوم القيامة.

والان تخيل كيف ستكون حياتك ان استطعت ان تستثمر اوقاتك الضائعة وهل سننهض بأنفسنا وبمجتمعاتنا من خلال تنظيم اوقاتنا؟

كم سيكون حجم انجازاتك اذا استغليت وقتك بما يرضي الله.

اسأل الله العلي القدير ان يبارك لنا في اوقاتنا واعمارنا.