تهيئة الطلاب للعودة الى المدارس - بصمة | نلهمك لتبدع
تهيئة الطلاب للعودة الى المدارس
حجم الخط :
A-
A=
A+

تهيئة الطلاب للعودة الى المدارس

 

بعد عطلة صيفية طويلة قد تصل الى حوالي 3 اشهر في بعض الدول، وتعود طلاب المدارس على نظام النوم لوقت متأخر، والكسل والخروج مع الاصدقاء واللعب لساعات طويلة، وعدم وجود واجبات مدرسية ، مع كل هذه العادات البعيدة عن النظام والانضباط تبدأ معاناة الأهل مع اليوم الاول للعودة الى المدارس.

وهنا تبدأ مشاكل الاهل مع الابناء من كيفية ايقاظهم في الصباح الباكر، الى كيفية تعويدهم على نظام النوم المبكر الى التقليل من ساعات اللعب، وكثرة الخروج من البيت.

في هذه الحلقة نحاول عرض بعض الاساليب والنصائح لعودة الطالب الى المدرسة بكامل نشاطه وبروح معنوية عالية ورغبة في الدراسة وتحقيق النجاح والتفوق ان شاءالله.

لتقليل الصعوبات والمشاكل التي تواجه الاهل في عودة ابناءهم الى المدارس لا بد من ادراك الاهل اهمية تهيئة الأبناء الى العودة الى المدارس، حيث ان التهيئة تبدأ من الوالدين ولا تقتصر عملية التهيئة على شراء المستلزمات المدرسية من ملابس وكتب ودفاتر، كما يفعل معظم الآباء والامهات،وللاسف يغيب عن معظم الاهالي ان عملية الاستعداد تعتمد بشكل اساسي على الاستعدادات النفسية والبدنية والعقلية لتهيئة الطالب لاستقبال العام الدراسي الجديد بتفاؤل ونشاط ومحبة للدراسة والتفوق.

نبدأ أولا مع كيفية الاستعداد النفسي للعام الدراسي الجديد.

من المؤكد انه سيكون من الصعب على الطالب الانتقال من مرحلة الاجازة الممتعة الخالية من الواجبات والتي اعتاد فيها مشاهدة التلفاز واستخدام الالعاب الالكترونية والخروج للعب لساعات طويلة الى مرحلة الدراسة مرة واحدة، دون ان يكون هناك تدرج في الانتقال بين المرحلتين.

وهنا يجب مراعاة نفسية الطالب في اثناء الانتقال من مرحلة الاجازة الى مرحلة المدرسة، حتى لا يعود الى المدرسة وهو كاره لها، وغير محب للدراسة ويشعر بالسخط والغضب من عودته الى المدرسة، لاعتقاده بأن المدرسة ستحرمه من اشياء كثيرة كان يحبها ويستمتع بها اثناء الاجازة.

ولتهيئة الطلاب نفسياً للعودة الى المدارس ننصح بما يلي:

من اهم الامور التي يجب مراعاتها عدم التأفف والتذمر امام الابناء من المدرسة، والبعد عن التلفظ بألفاظ تؤدي الى تكوين صورة سلبية عن المدرسة، وعدم ترديد الكلمات التي تؤثر على اهمية المدرسة، مثل الحمدلله جاءت المدرسة واخيرا سنرتاح منكم.

ومن المهم ان يتحدث الاباء مع ابناءهم عن ايجابيات المدرسة واظهار الفرحة والسرور ببدء المدرسة لانها المكان الذي سيتعلم به الابناء وسيقضون فيه اوقات جميلة وممتعة.

من المهم تجهيز مع الابناء مكان مريح وجميل للدراسة وحل الواجبات المدرسية وتزيينه ولو بأشياء بسيطة وكتابة عبارات عن التفوق والنجاح وذلك لربط الدراسة بأشياء جميلة ومحببة الى نفس الطالب.

كثير من الطلاب يردد "لا اريد ان تنتهي الاجازة"، لا يمكننا لوم ابناءنا على ذلك، ولكن يمكن ان نخبرهم ان نهاية امر جميل لا تعني ان الامر الذي يليه سيء، و المدرسة ليست شيء سيء. هنا نقوم بتذكير ابناءنا بمغامراتهم الجميلة في المدرسة وانهم سيلتقون من جديد مع اصدقائهم وسيتعلمون اشياء مهمة ومفيدة في الحياة.

هناك بعض من الطلاب يكره المدرسة، هنا من المهم عمل نقاش معهم للتعرف على الاسباب التي تدفعهم الى كره المدرسة، ومحاولة حل هذه المشاكل منذ بداية العام الدراسي، حتى لا تؤثر على تحصيلهم الدراسي.. وكنا قد عرضنا في هذا البرنامج حلقات حول اسباب كره الطلاب للمدرسة وعرضنا حلول لهذه المشاكل.

ايضا ننصح الاهالي بعدم الخروج من البيت في الاسبوع الاخير من العطلة للتنزه، لاتاحة جو الاستقرار والراحة للطالب.

من الامور التي تحبب المدرسة الى الطالب اتاحة له الفرصة لشراء أدواته المدرسية بنفسه واختيارها كما يحب، وهنا نذكر الاهالي للانتباه عند شراء المستلزمات المدرسية بان لا تكون تروج لشخصيات مشهورة او طابع عنيف، لانها سترافق الطالب طوال فترة استخدامه والتي قد تؤثر على نفسيته.

 

وقبل بدء العام الدراسي الجديد بيومين يشجع الطالب على تحضير حقيبته والتأكد من جاهزية ملابسه، ويتأكد من قص الشعر للاولاد وقص الاظافر للجميع، مع التاكيد ان هذه الامور ليست كنوع من العقاب بل هي من اناقة الطالب واظهار لشخصيته.

 

ولا بد من التذكير باهمية العبارات الايجابية والتشجيعية للطالب قبل بدء العام الدراسي، وأنه ان شاءالله سيحقق نجاحات هذا العام وسيكون عام جميل ورائع، واستخدام العبارات التي ستزيد من ثقة الطالب بنفسه وقدرته على تحقيق التفوق والنجاح.

 

ننتقل الان للحديث عن التهيئة البدنية والعقلية للطالب.

خلال فترة الاجازة يكون الطالب قد اكتسب عادات سيئة كالنوم لوقت متأخر وعدم الانتظام بوجبات الغذاء خلال اليوم.

الامر الذي سيحول الطالب من شخص نشيط الى شخص كسول، يميل الى النوم والراحة.

كما أن عدم وجود واجبات مدرسية وعدم وجود اوقات منظمة للدراسة يؤثر على قدرة الطالب على التركيز وتضعف من قدراته العقلية.

لذا لا بد من التخلص من هذه العادات السيئة، وطبعا لا يكون التخلص من هذه العادات بشل مفاجئ، بل يجب مراعاة التدرج في التخلص من هذه العادات.

ومن اهم الامور التي يجب ان تنتبه اليها الام هي اعادة ضبط الساعة البيولوجية لابناءها حتى يصحو بنشاط وحيوية للذهاب الى المدرسة.

ويكون ذلك بأن تبدأ الام بتعويد ابناءها على الاستيقاظ مبكراً في الاسابيع الاخيرة من العطلة والتقليل من ساعات السهر.

ومن الضروري الا يشعر الطالب بان النوم مبكرا هو نوع من العقوبة، بل هو مهم لصحته ولتحصيله الدراسي.

اما بالنسبة للاستعداد الذهني والعقلي للطفل فيكون عن طريق تحفيز الطالب لكتابة بعض العبارات او حل بعض الالغاز الرياضية البسيطة وقراءة بعض القصص.

ومن المهم ان يتم مراجعة الطالب بما قد تمت دراسته من مواضيع مهمة في السنة الماضية، قبل البدء العام الدراسي الجديد، وذلك لارتباطها بالسنة التي تليه.

ونذكر هنا ايضا بأن الرسم والتلوين وحلّ ال puzzle يعمل على تحفيز القدرات العقلية للطلاب خلال العطلة الصيفية.

 

نذكر الاهالي بأن المدرسة هي الطريق الذي سيبني فيه ابناءنا مستقبلهم وسينهلون منها العلم واللغة والادب والثقافة، وهي المكان الذي سيقضي فيه ابناءنا ساعات طويلة بين جدرانها، مع اصدقائهم وبين معلميهم، لذا كان لزاماً علينا كآباء وأمهات تهيئة ابناءنا لاستقبال مدارسهم بكل محبة وشوق لبدء العام الدراسي الجديد.

 

فلنحسن تهيئة ابنائنا للعودة للمدارس ولتكن هذه التهيئة بمثابة الوقود للطلاب للعودة بأعظم نشاط واعلى همة وأكثر تصميم لتحقيق التفوق والنجاح.

اخيرا نتمنى لابناءنا الطلبة عام دراسي متميز بالنجاح والتفوق ان شاءالله.

اسئلة مهمة لتعليم الاطفال مبادئ التوحيد- الامور الغيبية _ ج4

متى يمكن للأطفال البدء في كتابة البرمجة

كيف تدرس بذكاء وليس بجهد

7 نصائح لإدارة الوقت من شأنها أن تغير حياتك

 

أضف تعليق