اساليب تحبيب المدرسة لأطفالنا - بصمة | نلهمك لتبدع
اساليب تحبيب المدرسة لأطفالنا
حجم الخط :
A-
A=
A+

اقرا ايضا

لماذا يكره ابنائنا المدرسة

كيف احبب المدرسة لأطفالي ج1

 

نستكمل في هذا المقال موضوع ابني يكره المدرسة، وكنا في الحلقات السابقة قد تحدثنا عن الحالات التي قد يكره الطفل فيها المدرسة، وتحدثنا عن الأسباب التي تجعل الطفل يكره المدرسة، وذكرنا ان الأسباب تنقسم إلى : أسباب متعلقة بالأسرة وأسباب متعلقة بالمدرسة، وأخرى متعلقة بالطفل نفسه.

 

وذكرنا طرق علاج الأسباب المتعلقة بالأسرة، واليوم ان شاء الله سنتحدث عن الأسباب المتعلقة بالمدرسة وبالطفل.

 

نبدأ بالحديث عن الأسباب المتعلقة بالمدرسة وتنقسم هذه الأسباب إلى أسباب متعلقة بالمناهج المدرسية وأسباب متعلقة بالمدرس وطرق التدريس، واخيرا أسباب متعلقة بالبيئة المدرسية.

 

نبدأ بالحديث عن الأسباب المتعلقة بالمناهج المدرسية.

من الاسباب التي تُشعر الطفل بكرهه للمدرسة، هي صعوبة المناهج وضخامتها، وكثرة المواضيع وعدم ترابطها وعدم مراعاة قدرات الطالب في المواضيع وشعور الطالب بعدم أهمية المواد التي يدرسها، بالإضافة إلى كثرة الواجبات المدرسية التي ترهق الصغار وتثقل كاهل الاهل، حتى أن الاهل باتوا يشكون من تحول البيوت إلى مدارس لكثرة الواجبات المدرسية، الامر الذي أدى إلى ظهور ظاهرة الدروس الخصوصية، وطبعا لهذه الظاهرة آثار سلبية سنتحدث عنها لاحقا ان شاء الله.

 

وتشير الدراسات الحديثة إلى ان كثرة الواجبات المدرسية لا ترفع نسبة النجاح في الاختبارات المدرسية، بل يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، كما تشير الدراسات إلى أن الواجبات المنزلية الكثيرة تؤثر سلباً على العلاقات الأسرية بين الطفل والآباء، لذا من المفروض على المعلمين على التعاون مع الاهل في حل الواجبات المدرسية، وخاصة لطلاب المرحلة الابتدائية، خاصة ان كثرة الواجبات قد تؤدي إلى عدم إتاحة الفرصة للطفل على اطلاق خياله وقدرته الإبداعية، كما تؤدي إلى عدم تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطفل نتيجة كثرة الواجبات المدرسية، طبعا الجميع يتفق على أهمية الواجبات في تثبيت المعلومة في ذهن الطفل، الا انه من المهم الا ترهق هذه الواجبات الطفل خاصة في المراحل الأولى.

 

ننتقل الآن للحديث عن الأسباب المتعلقة بالمعلم وطرق التدريس.

 

للمعلم دور كبير جدا في محبة الطالب للمدرسة او كرهها، فقد يرفض الطالب الذهاب إلى المدرسة بسبب وجود معلم يستخدم العنف او الاهانه للطالب، وقد يكون المعلم هو السبب الجاذب للطالب إلى المدرسة، وللأسف هناك بعض المعلمين ليسوا قدوة حسنة لطلابهم، وليس لديهم القدرة على جذب انتباه الطلاب، كما أن البعض ليسوا لديهم القدرة على توصيل المعلومة بشكلها الصحيح.

 

أيضا من أخطاء بعض المعلمين عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، ومعاملة الطلاب على انهم جميعاً بمستوى استيعاب وفهم واحد، وهنا لا بد من الاشاره الى مشاكل طرق التدريس المستخدمة من قبل بعض المعلمين، والمتمثلة في استعمال اسلوب التلقين اي الحفظ بدون فهم، وجعل الاختبارات الورقية المصدر الرئيسي لقياس مستوى تحصيل الطلاب،أيضاً عدم استعمال طرق التدريس الحديثة وعدم استخدام الوسائل التعليمية وعدم استخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة مثل الحاسوب والانترنت في عملية التدريس.

 

كل هذه الاسباب تجعل من الصف الدراسي كالسجن بالنسبة للطالب، وخاصة لطلاب المرحلة الأساسية الأولى وطبعا لحل هذه المشكلة لا بد للمعلم من التنويع في اساليب التدريس والتركيز على أسلوب التعليم باللعب والتعليم التعاوني وخاصه للمرحلة الأساسية وإعطاء الطلاب مساحة من التعبير عن أنفسهم، ولا بد للمعلم من تثقيف نفسه والعمل على تطوير أدائه، كي يستطيع جذب الطلاب إلى حصته، وقبل كل ذلك من المفروض أن يتعامل المعلم بانسانيته وباخلاقه لتحبيب المدرسة إلى الطلاب، وترك اسلوب الصراخ والضرب والإهانات الموجهة للطلاب فهي بمثابة معاول هادمة لشخصية الطالب والعلاقة بين الطالب ومدرسته، وحب المعلم لعمله وطلابه بالتأكيد سيكون له انعكاس على أداء المعلم ومحبة طلابه له.

 

وهنا لا بد من تذكير المعلمين بأن في ايديكم مفاتيح بناء المستقبل فلقد تحملتم امانة صياغ مستقبل الأمة فكونوا على قدر الأمانة، فأغلى ثروات الوطن مرتهن بعد الله بكم، فلقد اخترتم مهنة الأنبياء لتنالوا شرف الدنيا والآخرة أحسنوا لطلابكم.

 

ننتقل الآن للحديث عن الأسباب المتعلقة بالمدرسة وتتمثل بسوء البنية التحتية للمدرسة؛ مثل عدم وجود ساحات للعب وعدم توفر الإضاءة والتهوية اللازمة في الغرف الصفية، وعدم الاهتمام بنظافة الصفوف وعدم استعمال المكتبة المدرسية.

 

أيضاً اكتظاظ الطلاب في الغرف الصفية، ووجود المقاعد الغير مريحة للطلاب.

والمسؤول عن حل هذه المشكلة هم أصحاب القرارت في المدرسة ووزارات التربية والتعليم.

واذا اردنا إعداد جيل متعلم ومحب للعلم والدراسة، يجب أن نهيأ لأبنائنا  البيئة الصحية والملائمة للتعليم.

 

أخيراً ننتقل للحديث عن الأسباب المتعلقة بالطفل نفسه.

يعاني بعض الطلبة من مشاكل نفسية او مشاكل صحية مثل مشكلة الخجل او عدم القدرة على الدفاع عن نفسه او مشكلة عدم الثقة، الأمر الذي يجعل الطالب يكره المدرسة خوفا من تعرضه للمضايقة او الضرب او الاستهزاء من قبل زملائه الطلبة؛ طبعا حل هذه المشكلة يتطلب تعاون بين الأهل والمدرسة.. وذلك بتشجيع الطفل وعمل برامج خاصة لزيادة ثقة الطالب بنفسه، وحل مشكلات بين الطلاب عن طريق مجموعات اللعب والأنشطة المختلفة.

مسؤولية جعل الطفل يحب المدرسة هي مسؤوليتنا جميعا، فاذا أردنا ان نبني جيل متعلم وجيل قادر على أن ينهض بأمته فلا بد أن يكون للمعلم الدور الأكبر في ذلك،  ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم  "ان الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر، يصلون على معلم الناس خيرا"

 

فيكفيكم هذا الفخر وهذا التشريف، ويكفيكم فخرا ما خرجتم من أجيال، فليس هناك شرف أعظم من ان تبني نفسا او ان تبني عقلا، فكم من عظماء أصبحوا عظماء بسبب كلمة من معلم، فلتكن انت صانع العظماء، وفي النهاية اعانكم الله ووفقكم على تحمل عظيم الامانة التي بين أيديكم، وبارك الله باقوالكم وافعالكم وجزاكم الله كل الخير عن كل ما تقدمونه لأبنائنا الطلبة.

 

التعليقات
avatar
poutrit
منذ 1 سنة
Wvbabn https://newfasttadalafil.com/ - Cialis Yxhdwh Jzmctn cialis heartburn <a href=https://newfasttadalafil.com/>generic cialis online</a> Tvejvt Kamagra Uk Address https://newfasttadalafil.com/ - Cialis Prescription Sildenafil Citrate
avatar
empissifs
منذ 1 سنة
Allegedly, chief counsel Bill Collins failed to properly investigate a well documented sexual harassment complaint in 2009 against Assemblyman Micah Kellner, whoГў s currently running for a Manhattan City Council seat <a href=https://bestcialis20mg.com/>cialis online generic</a>
أضف تعليق