حكمة الماضي وشفاء الحاضر - بصمة | نلهمك لتبدع
حكمة الماضي وشفاء الحاضر
حجم الخط :
A-
A=
A+

حكمة الماضي وشفاء الحاضر


د. أمجد احمد أبو جدي

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسيCCPC-CCC
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP


 يبدو ان فهم الطريقة التي يعالج فيها الفرد خبراته السابقة تحدد مسارات وتوجيهات حاضره ومستقبله، ويبدو كذلك ان التصنيفات والمرجعيات التي نستخدمها لها دور حاسم الوصول الى توازن بين الم الخبرة وفرص معالجتها.


فالبشرية والإنسانية على مر عصورها وحضاراتها استفادت من تجربة السلف باعتبارها مصدرا للحكمة والتوازن، على الرغم من الإلام والتحديات التي واجهت من سبقونا، الا اننا نستخلص من تجاربهم شمول نظرتهم وتأملهم والقدرة على إعطاء المعنى والدلالات للأحداث. لتشكل مصدرا ملهما للكثيرين في صياغة توجهات الحاضر والمستقبل من خلالها.


ان القراءة النفسية التحليلية للاستنارة بتجربة السلف تكشف عن عدد من العناصر النفسية المهمة من الممكن استخدامها بممارسات العلاج النفسي. فالنظر الى الموقف من مسافة نفسية امنة تسهل إدراك خصائص جديدة حوله وتؤسس لإعطاء معنى ودلالات معرفية مختلفة لسياقه الاصلي، الى جانب اتاحة المجال امام استخدام دفاعات نفسية ناضجة مثل التسامي، فتتحول الأحداث من كونها مصدرا للازمة الى مصدرا للتجربة واعتبارها مصدر للتعلم والخبرة (أعلاء الألم وممارسة الحكمة)، والانتقال من دور المأزوم الى دور النموذج. الى جانب المعالجة الرمزية للخبرة بتلخيصها بعبارات او مقارنتها بحكم، او الاقتباس من تجارب وخبرات الأخرين.


أن تهيئة الظروف العلاجية التي يتمكن من خلالها الفرد من اعلاء الألم بدلا من انكاره، وتوفر فرصة الصياغة الرمزية للتجربة تسهمان في المعالجة الانفعالية والمعرفية للخبرة. فاستخلاص حكمة الماضي تعمل على تمكين ظروف شفاء الحاضر.


#دامجدابوجدي

تدوينات ذات صلة
أضف تعليق