صناعة المرض النفسي - بصمة | نلهمك لتبدع
صناعة المرض النفسي
حجم الخط :
A-
A=
A+

صناعة المرض النفسي


د.أمجد أحمد أبوجدي
أستاذ الارشاد والتقييم النفسي المشارك


لا شك ان تعزيز اشكال الإحباط وتضيق الافاق امام الاخرين، والذي أصبح يأخذ صفة منهجية تحت تسميات اجتماعية وإدارية ومؤسسية مختلفة، وبشكل يحمل الكثير من عوامل التناقض بين ما يدعى نظريا من قيم التطوير والتغيير والانجاز والمواكبة والرغبة بالتفوق، وما يمارس فعليا من قيم الجمود والاستغراق بالذات والتمركز حولها، والاجترار وضعف الوعي بمتغيرات الواقع وتحدياته. اذ يعمل هذا التناقض والذي يتصف بالديمومة والاستمرار على وضع الافراد تحت مستويات عالية من التوتر والضغوط النفسية، ويسهم بتعزيز حالات القلق والاكتئاب، وتطوير إشكالا مختلفة من اضطرابات الشخصية، والميل الى العزلة والاغتراب الذاتي والاجتماعي، والتبلد الانفعالي وانخفاض مستويات الحس والحساسية للأخرين، ومحدودية التعاطف وتعزيز مظاهر العجز المتعلم، وبناء قناعات النائي بالنفس والنجاة، كل هذه المظاهر هي مكونات أساسية في العديد من الاضطرابات النفسية والتي أصبحت تتزايد بنسب واضحة وضمن فئات عمرية تمتد من الطفولة الى الشيخوخة، لذا فان القدرة على خلق نقاط التقاط بين القيم الاجتماعية والمؤسسية وحاجات الافراد يعد من العوامل المهمة في التقليل من نسب الضغوط النفسية والحد من انتشار اشكال الاضطراب النفسية المختلفة.
#دامجدابوجدي

أضف تعليق