اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد - بصمة | نلهمك لتبدع
اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد
حجم الخط :
A-
A=
A+

اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد

الدكتور عمر فندي الحميدان

 

يحتفل العالم في الثاني من نيسان من كل عام باليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorders (ASD)) الذي يعد من أكثر الإعاقات النمائية غموضا لعدم الوصول إلى الأسباب الحقيقة، وكذلك شده غرابة أنماط سلوك هذه الاضطرابات، فهي تتميز بمجموعة من الاعراض التي تشغل الطفل بذاته، حيث تظهر خصائص اضطرابات طيف التوحد منذ الأشهر الأولى من العمر وتتضح بشكل أكبر بعد سنتين أو ثلاث وتستمر حتى سن البلوغ، وأن الأفراد ذوي اضطرابات طيف التوحد فئة غير متجانسة من ناحيتي الخصائص والصفات، إضافة إلى ظهور قصور في كافة المهارات ومن أهمها المهارات اللغوية مما يؤدي إلى قصور في التفاعل مع أقرانه ومع الأسرة ومع المجتمع. ويشير الدليل الاحصائي والتشخيصي للاضطرابات العقلية النسخة الخامسة Guide the American Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders V (DSM-5, 2013 ) أن اضطرابات طيف التوحد يتضمن مجالين أساسيين هما اضطرابات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وانماط متكررة ومحدودة للسلوك، والاهتمامات، والنشاطات.

وتعد اضطرابات التواصل لدى الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد من الاضطرابات الاساسية التي تؤثر على مظاهر نموه الطبيعي وتفاعله. والتمييز بين اضطراب طيف التوحد واضطراب اللغة عند الأطفال يكمن في أن الأطفال العاديين لديهم اضطرابات لغوية من خلال محاولاتهم التواصل بالإيماءات وبتعبيرات الوجه للتعويض عن مشكلة الكلام، بينما الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد لا يظهرون تعبيرات انفعالية مناسبة، او رسائل غير لفظية مصاحبة، فأطفال اضطرابات اللغة يتعلمون المفاهيم الأساسية ويحاولون التواصل بين الآخرين؛ ولذا فإن القدرة أو القابلية على التعلم تعتبر الفارق الرئيسي بينهما. وتشير الدراسات إلى ان(50%) من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لا يملكون القدرة على الكلام، وغير قادرين على تطوير حصيلتهم اللغوية.

وتقدر نسبة انتشار هذا الاضطراب 1 % من مجموع عدد السكان؛ إذ تم الإبلاغ عن حالات متكررة من اضطراب طيف التوحد في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، وبتقديرات مشابهة في عينات من الأطفال والبالغين. ومن غير الواضح ما إذا كانت النسب المرتفعة تعكس توسعا في معايير التشخيص باستخدام DSM- IV بحيث تشمل حالات فرعية، وزيادة في الوعي، وفروقات في منهجيات الدراسات والبحوث، أو زيادة حقيقية في زيادة انتشار اضطراب طيف التوحد. وقد كان هناك شبه اتفاق على أن نسبة الانتشار تتراوح بين (4:5) حالات لكل(10,000) حالة ولادة.

ولقد شهد ميدان اضطراب طيف التوحد خلال العقود السابقة تطورا كبيرا، يعكس اهتمام الباحثين بفهم هذه الاضطرابات مقارنة مع النتائج العلمية في الماضي، ومن أبرز الاتجاهات العلاجية التي تهتم بعلاج الأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد العلاج السلوكي، الذي يسعى إلى تعلم طرق وأساليب تواصل وتعامل مع الطفل من خلال وضع نظام تعليمي محدد ومكثف للطفل، ولقد أشارت أغلب الدراسات إلى أنّ برامج التدخل السلوكي تسهم من خلال أساليبها الفعالة في التخفيف من الأعراض والاضطرابات، وتأثيرات الإعاقة على جوانب النمو المختلفة للطفل ذوي اضطرابات طيف التوحد، وخاصة في الجانب اللغوي. ومن هذا المنطلق تضافرت الجهود لخدمة هذه الفئة، وتنمية ما تبقى لديهم من قدرات، من خلال تزويدهم بخبرات عملية، يتم فيها اكتساب المهارات اللغوية وغيرها بطرق مختلفة، لأن هذه المهارات تساعد هذه الفئة على أن تكون قادرة على المشاركة في النشاطات العائلية والمجتمعية ورفع كفاءتها واستقلاليتها.

أضف تعليق