كيف تؤثر كلماتنا على حياتنا - بصمة | نلهمك لتبدع
كيف تؤثر كلماتنا على حياتنا
حجم الخط :
A-
A=
A+

سحر الكلمة

 

الكلمات التي نسمعها في كل يوم كثيرة والتي نتفوه بها اكثر، ولكن كم هي الكلمات التي تعلق بذاكرتنا؟ ولا يمكن ان ننساها، حتى مع مرور الزمن. اننا وبكل تاكيد لا نستطيع ان ننسى تلك الكلمات التي اسعدتنا وتلك الكلمات الجارحة التي آلمتنا، ولكن هل لتلك الكلمات التي لم نستطع نسيانها اثر في حياتنا؟ ام انها مجرد ذكرى في النفوس؟ لا احد يستطيع ان ينكر اثر الكلمة في تغيير مسار الحياة فكم من كلمة طيبة أعلت همة وايقظت ارادة واوصلت الى القمة، كم من كلمة طيبة كانت حافز ودعوة للتفاؤل، كم من كلمة طيبة ألّفت بين القلوب وأصلحت بين المتخاصمين، كم من كلمة طيبة فتحت أبواب الخير واغلقت أبواب الشر.

نعم انه سحر الكلمة الطيبة، فهي رقيقة لا تؤذي المشاعر يتوق القلب لسماعها، وثمارها تكون في الدنيا والآخرة، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى (وقولوا للناس الحسنى)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة)، وبالمقابل كم من كلمة هدمت حلماً وأدمعت عيناً وأحزنت قلبا وكانت سبباً لفشل انسان، كم من طفل قتلناه بكلام جارح، نعم انها الكلمة، قد تكون البلسم الشافي وقد تكون الجرح الذي لا يبرأ، فكن أنت صاحب الكلمة الطيبة ليكون لك ذكراً طيباً في حياتك وأثر حسن ودعاء بعد مماتك، كن انت صاحب الغراس الطيب وتيقن من قطاف الثمار، اما عاجلا او آجلا، فكلمة طيبة منك قد تغير حياة انسان بكامله ، لا تبخلوا على من حولكم بالكلام الطيب، فربما كان سبب نجاتكم يوم القيامة، وتخيل كم من الحسنات ستكسب ان كنت سببا في نجاح الآخرين واسعادهم.

فالكلمة الطيبة هي اجمل ما يتركه الانسان في قلوب الآخرين وكل شيء سيكون له نهاية، الا ماكان لله، فإنه يثمر في الدنيا والاخرة، لذا فاحذر من سلاح الكلمة فلا تكن انت سبباً بقتل أحد، او سبباً بإعاقة نفسية الانسان وتذوق كلامك قبل ان تخرجه، فبعض الكلمات تستقر في القلوب كرؤوس الابر، متى ما تحركت اوجعت، فاحرص على الا تكون سبباً في وجع قلب أحدهم، وفي علم النفس سُميت الكلمات الجارحة بجارحة لأنها تسبب جروحاً عميقة في الدماغ، وقد تتلف بعض الخلايا وتسبب مشاكل في التفكير.

فاياك ان تفارق الحياة وفي قلب احدهم جرحا من صنع يدك، فقط تستطيع الممحاة ان تمحي كلمة جارحة ولكنها ستكون عاجزة عن محي اثرها من القلوب، وأشد الكلمات ايذاءاً وجرحاً هي تلك الكلمات الصادرة من الاباء والمربين والمعلمين، فلنحذر كل الحذر من تلك الكلمات الموجهة لابناءنا وشبابنا فهي كفيلة بتغيير مجرى حياتهم، فاعمل جاهداً على أن تكون ممن يتركون آثاراً طيبة في قلوب الاخرين، وفي حياتهم لا يُنسى أبدا.

عطر حياتك وحياة من حولك بالكلمة الطيبة، وما اجمل ان تزرع الامل والتفاؤل والفرح في نفوس من حولك.

غيّر ألوان حياتك وحياة من حولك بجمال كلماتك.

وفي الختام نقول ربنا لا تجعل كلماتنا وتصرفاتنا ألماً لأحد، وليّن ألسنتنا بذكرك وشكرك، واصلح قلوبنا بهدايتك واغفر لنا بحلمك، وارحمنا لعفوك وفضلك انك غفور رحيم.

أضف تعليق