العلاج باللعب للأطفال المصابين بالسرطان - بصمة | نلهمك لتبدع
العلاج باللعب للأطفال المصابين بالسرطان
حجم الخط :
A-
A=
A+

العلاج باللعب للأطفال المصابين بالسرطان
د.أمجد أحمد أبوجدي
 

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسيCCPC-CCC
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

يختبر الأطفال المصابون بالسرطان التغير بالعديد من مظاهر حياتهم الاعتيادية مثل محدودة فرص اللعب او عدمها، وفرض قيود على نوعية الطعام وعاداته، كما ويعيش الأطفال المصابين بالسرطان في بيئة نفسية تتصف بالمفاجئات، وعجز الطفل في السيطرة على ما يحدث له، فهو يخضع لفحوصات متكررة، ونظام حياتي مقترن بقيود، إضافة الى خضوعه الى إجراءات طبية مثل(العلاج الاشعاعي، العلاج الجراحي، العلاجي الكيميائي)، يتطلب كل منها استعداد وتهيئة للطفل للتعامل مع متطلباتها والتكيف مع تبعاتها النفسية والجسدية مثل الشعور بالإعياء والتعب، وعدم الاتزان الانفعالي والغضب، والشعور بالذنب، والوحدة، والعزلة، وضعف الكفاءة، والحزن، والخوف، والالم. الى جانب ان التبعات المرتبطة بمرض السرطان لا تنتهي بانتهاء متطلبات العلاج الطبي وإجراءاته، حيث تقدر الدراسات بان (70%) من الأطفال المصابين بالسرطان يشفون منه، ويعانون بعدها من اثار نفسية واجتماعية ومعرفية وعصبية تعطل انتقال الطفل الى حياته الطبيعية كما كانت قبل تشخيصه بالمرض، ويمكن ذكر بعض الاثار التي يتركها الإصابة بمرض السرطان على الأطفال:
1. ان الاعراض الجسدية لمرض السرطان تترك تبعات انفعالية واجتماعية على الطفل تتمثل في تبنيه لإدراك سلبي حول مظهره الجسدي، وانخفاض مستوى تقديره لذاته، وتشويش هويته، واصابته بأعراض الاكتئاب.
2. ان الخبرة الصادمة المرتبطة بالإصابة بمرض السرطان تسهم في إصابة الطفل بقلق حاد، وسلوكات انسحابية، ومشكلات سلوكية، وشكاوى جسدية مكثفة، وتوتر شديد، وظهور اعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ومشكلات في العلاقة مع الاقران، والقلق حول المستقبل بشأن العمل والعلاقات.
3. يواجه الناجون من مرض السرطان مشكلات حقيقة في بناء علاقات صداقة وثيقة، وتكون علاقاتهم الحميمة قصيرة وتفتقر للاندماج وكشف الذات.
في إطار ما تقدم من وصف للطبيعة النفسية للأطفال المصابين بالسرطان والناجين منه، أصبح من الواضح الحاجة الى التدخل النفسي بأساليب ومنهاج علمية قائم على فهم طبيعة الديناميات النفسية لديهم، ولما كان العلاج باللعب يتصف بالعديد من فرص الاتصال والتعبير وتعزيز إحساس الطفل بالسيطرة والانجاز وتطوير الكفاءة المدركة، كان لا بد من توظيفه للتعامل مع المشاعر السلبية والمؤلمة التي يختبرها الطفل من خلال توظيف بعض اساليبه وهي:
1. الفنون البصرية مثل الرسم، التشكيل والنحت للتعبير عن محتوى الأطفال لصراعاتهم ومخاوفهم.
2. رسم خريطة الحياة لفهم الأطفال لمظاهر احباطهم، والوعي بمشاعرهم السلبية.
3. الدمى المتحركة لتحضير الأطفال للعلاج الجراحي والاشعاعي.
4. رواية القصص للتعامل مع تساقط الشعر بعد العلاج الكيميائي.
5. استخدام استجابات الاتجاه النفسي المتمركز حول الطفل (الغير مباشر) بهدف عكس المشاعر، وتحرير الطفل من مشاعر العجز، وإتاحة الفرصة امامه لاتخاذ القرارات، وإتاحة المجال امامه لقيادة الموقف العلاجي. #العلاج_باللعب #اطفال_السرطان
#دامجدابوجدي

أضف تعليق