وضع الحدود في العلاقة خلال العلاج باللعب - بصمة | نلهمك لتبدع
وضع الحدود في العلاقة خلال العلاج باللعب
حجم الخط :
A-
A=
A+

وضع الحدود في العلاقة خلال العلاج باللعب
د. أمجد أحمد أبوجدي
 

عضو الجمعية الكندية للإرشاد والعلاج النفسيCCPC-CCC
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

 

يؤيد معظم المعالجين باللعب أن هناك مواقف تبرز خلال العملية العلاجية، تستدعي أن يقوم المعالج فيها بوضع الحدود للطفل Landreth, 2002)). فقد يتسأل المعالجين باللعب حول السبل التي يستخدمونها من أجل الاستمرار في تقبل الطفل، وبالوقت نفسه حمايته وحماية الادوات والالعاب المستخدمة من سلوكات وافعال الطفل العدوانية والتدميرية التي قد يقوم بها خلال العملية العلاجية.


ففي البداية على المعالج باللعب التمييز بين السلوك التدميري الرمزي للطفل، والسلوك العدواني، فقد يعبر الطفل خلال العملية العلاجية عن رغبات وامنيات ذات طبيعة عدوانية، والتي على المعالج تقبلها من اجل تسهيل عملية تفريغ واخراج مثل هذه السلوكات التدميرية والعدوانية (Landreth & Wright, 1997). أما السلوكات العدوانية والتدميرية والتي من المحتمل أن تعرض الطفل للأذى، او قد تعرض الادوات والالعاب المستخدمة في العلاج باللعب الى الخطر او التخريب عندها على المعالج باللعب وضع حدود خلال العملية العلاجية.


فوضع الحدود يعد من الاجزاء الحيوية في عملية العلاج باللعب، كما أن الإجراءات المستخدمة في وضع الحدود ربما تختلف، كما أن وضع الحدود في العملية العلاجية تعد جزء مشترك بين جميع الاتجاهات النظري في العلاج باللعب Landreth, 2002).). فوضع الحدود خلال العلاج باللعب، له فوائد علاجية وتطبيقية، فهي تتيح الفرصة أمام الطفل لتعلم الطفل المسؤولية الذاتية، والضبط الذاتي نحو الأشياء الأخرى، كما تعطي كل من الطفل والمعالج الشعور بالسلامة الجسمية، والامان الانفعالي، حيث تمكن مشاعر الامن الطفل من اكتشاف والتعبير عن انفعالاته الداخلية (Landreth, 2002). أن وضع الحدود في العملية العلاجية تبنى اسس حيوية للعلاقة العلاجية وتتيح الفرصة من أجل التركيز على العلاقة العلاجية التي تجمع المعالج والطفل، وارساء العملية العلاجية في عالم حقيقي، وجعل الطفل واعي حول مسؤولياته. كما أن وضع الحدود يشجع الطفل ايجاد طرق مقبولة اجتماعيا للتعبير عن المشاعر غير المقبولة ((Bow, 1993
كذلك فان القدرة على وضع حدود يعد من فنيات المعالج باللعب ومهاراته، وأن على المعالج فهم للهدف من وراء سلوكات الطفل، حتى يتمكن من وضع الحدود وتحديد الحاجة لها. وهناك أهداف مختلفة تستدعي وضع الحدود أثناء العلاج باللعب كما أجملها كل من Landreth, 2002; Landreth & Sweeney, 2001)) وهذه الأهداف هي:


1- تعريف حدود العلاقة العلاجية.
2- منح الطفل الاحساس بالأمن والسلامة النفسية والجسمية.
3- إظهار حرص المعالج على سلامة الطفل.
4- إرساء اجواء من الواقعية على مجريات الجلسة العلاجية.
5- حماية المعالج، والاستمرار في اتجاهاته الايجابية نحو الطفل وتقبله.
6- اتاحة الفرصة أمام الطفل للتعبير عن اتجاهاته السلبية، دون أن يسبب الأذى للآخرين، أو ان يخاف من الانتقام من الاخرين.
7- تحسين حس الطفل بالمسؤولية، والضبط الذاتي.
8- اتاحة الفرصة امام الطفل للتفريغ بقنوات رمزية.
9- حماية الادوات والالعاب المستخدمة في العلاج باللعب.
10- الابقاء على معايير اخلاقية ومهنية في العملية العلاجية.
وقد حدد جينوت و ليبو Ginott and Lebo (1963) ستة مجالات غالبا ما يضع فيها المعالج باللعب حدود داخل عرفة اللعب وهي:
1- العدوان الجسمي اتجاه المعالج.
2- العدوان الجسمي نحو التجهيزات في الغرفة العلاجية.
3- السلوك غير المقبول اجتماعيا.
4- السلوكات التي من شأنها ان تهدد سلامة وصحة الطفل.
5- القرب الجمسي غير المناسب او عير المقبول.
6- السلوكات التي تعطل نظام وروتين غرفة اللعب.
وعندما يقوم المعالج باللعب بوضع الحدود بناء على وجود أهداف أو حاجة خلال العملية العلاجية فانه يتوجب علية أن يتذكر (ACT) وهي اختصار الى ثلاثة خطوات يجب أن يتبعها المعالج خلال قيامه بوضع الحدود وهذه الاختصار تشير الى
- (A) Acknowledge: وهي تشير الى الاقرار والاعتراف بمشاعر الطفل ورغباته، وامنياته.
- (C) Communicate: وهي الخطوة الثانية في وضع الحدود وهي تشير الى ضرورة التواصل مع الطفل في عملية وضع الحدود، وبيان الحدود الواجب الالتزام بها.
- (T) Target acceptable alternatives: وهي الخطوة الثالثة في وضع الحدود وتشير الى أعطاء بدائل مقبولة للطفل.
والحوار التالي يبين تطبيق الخطوات الثلاث السابقة في عملية وضع الحدود في العلاج باللعب، عندما يحاول أحمد وهو طفل يبلغ من العمر ستة سنوات أطلاق النار من بندقية على المعالج خلال الجلسة العلاجية.
- أحمد: يلتقط البندقية، ويهدد المعالج بإطلاق النار نحو.
- المعالج: أحمد أنا اعرف بانك سوف تطلق النار علي" أقرار بسلوك الطفل"، ولكن انا ليست المكان المناسب لإطلاق النار نحوي " تواصل مع الطفل "، بانك القيام بذلك من أجل صيد عصفور " أعطاء بديل مقبول للطفل " (ويشير المعالج باتجاه عصفور موجود بغرفة اللعب).
- أحمد: " وتبدو على الطفل علامات العضب"، سأقوم بأطلاق النار نحوك.
- المعالج: أنت غاضب، وتريد أن تطلق النار نحوي، ولكن أنا ليست المكان المناسب لأطلاق النار، بإمكانك تخيل عصفور وأطلق النار نحوه، ويشير المعالج مرة اخرى نحو العصفور.
- أحمد: يتجه نحو العصفور الموجود بغرفة اللعب ويطلق النار نحو، ويصرخ الطفل، لقد اصطدته، ويطلق أصوات شعوره بالانتصار.

التعليقات
avatar
مصعب
منذ 4 سنة
تعلم واتخصص
أضف تعليق