التمييز بين الأبناء - غالبًا ما ينكر الآباء أنهم يفرقون بين أبنائهم خوفًا من الشعور بالذنب، لكن هذه الحقيقة تصيب الكثير من الآباء، فكيف يمكن تجنب هذا السلوك الشنيع قبل أن يصبح جرحًا عميقًا يصعب علاجه والتعافي منه؟

من أجل تربية أطفالنا تربيةَ سليمة، يجب على الآباء والأمهات الاهتمام بصحة أطفالهم النفسية. تؤثر الصحة النفسية على شخصية الطفل ومستقبل علاقاته الاجتماعية، وكذلك حياته العملية بأكملها، وتمييز الطفل باعتباره من أسوأ التجارب الحياتية التي يمكن أن يمر بها الطفل الصغير، خاصةً إذا كان الشخص الذي يجعله يتعرض للتمييز هو والداه ووالدته، فالوالدين هما حصن متين لأبنائهم. إذا كانت هذه القلعة تسبب مشاكل للطفل فمن سيحميهم؟

أسباب التمييز بين الأبناء

• عندما تكون شخصية الطفل أكثر جاذبية لقلب الوالدين، مثل طفل مرح ومحبوب وذكي اجتماعيًا.
• لدى أحد الأبناء نقاط ضعف مختلفة عن أخيه، فقد يكون مصابًا بمرض جسدي أو عقلي، أو قد لا يكون ذكيًا مثل أخيه.
• ترتيب الأبناء بين الإخوة حسب العمر، فإن الأبناء المتوسطين لا يتلقون عادة نفس الرعاية والاهتمام مثل الأخوة الآخرين.
•  قوة شخصية أحد الأبناء، التي تطغى على شخصيات باقي الإخوة، بالهدوء والذكاء.
• التفريق بين الذكور والإناث والعكس.

مخاطر التمييز بين الأبناء

• التمييز بين الأطفال له آثار سلبية خطيرة، حيث أنه يخلق مشاعر الكراهية والغيرة بين الإخوة، مما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل بين الأطفال من نفس الأسرة.
• عندما يزداد التمييز بين الأطفال، يعاني الأبناء الغيورين غير المحبين من أمراض نفسية حادة مثل: الاكتئاب والانطواء وعدم الثقة بالنفس.
• يؤدي التمييز بين الأطفال إلى فجوة كبيرة بينهم، تستمر حتماً بين الأشقاء حتى وقت متأخر من البلوغ، ويمكن أن تؤدي إلى مواقف خطيرة قد تضر الأشقاء بسبب التمييز. وحرم أحد الأبناء بشدة من المودة الأبوية.
• التمييز الشديد ضد الطفل يؤدي إلى مشاعر الكراهية والاستياء تجاه الطفل الذي عومل بطريقة غير عادلة، ويطور  الإحساس بالأنانية.

من الواضح أن معاملة الأطفال على قدر من المساواة، دون تمييز ضدهم، عامل مهم وضروري للغاية في بناء أسرة ناجحة ومتماسكة وتعزيز العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة. نشير هنا إلى أن أي تمييز من قبل الوالدين وعدم المساواة بين الأطفال يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة وآثار سلبية تنعكس في جميع أنحاء الأسرة والعلاقات.

نصائح للوالدين لتجنب التمييز بين الأبناء

• يجب على الآباء أن يفهموا أن لكل طفل شخصية مختلفة، وأن الأخوة قد لا تكون لهم نفس الشخصية، ولا ينبغي أن تؤدي الاختلافات في الشخصية إلى التمييز في االمعاملة. على سبيل المثال، في حالة الطفل الهادئ والطفل النشط للغاية، يجب على الوالدين فهم طبيعة الاختلاف وعدم معاقبة الطفل كثيرًا. (أي لا يُعاقب لمجرد التحرك أو التحدث كثيرًا مقارنة بالأطفال الآخرين) ويجب أن يُظهروا نفس القدر من الحب والرعاية لجميع الأطفال.
• الابتعاد عن أساليب المقارنة، حتى للأغراض التحفيزية (مثل مقارنة الأداء الأكاديمي لطفل بأخٍ آخر).
• يجب على الآباء السعي لفهم قلوب أطفالهم، وفهم احتياجاتهم وردود أفعالهم، وتمكين الأطفال من التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم والاستماع إلى الجميع.
• عدم إبداء أي اهتمام واضح بالأطفال الأصغر سنًا، لا سيما في وجود الأخ الأصغر الذي يكبره مباشرة، حتى لا يتم تفسير ذلك على أنه شكل من أشكال التمييز ضده وضد أخيه الأصغر. لا تذكر سلبيات الطفل أمام أخيه وسبه عندما يخطئ، لكن ناقشها معه على انفراد.
• في بعض الحالات، قد يهتم أحد الوالدين بشكل أكبر بالطفل لأسباب متنوعة، مثل التمييز بين الأطفال الأصغر سنًا. في هذه الحالة، يجب على الأم إبداء شرحًا بسيطًا للطفل الأكبر توضح فيه، الحاجة إلى رعاية الأخ الأصغر حتى يكبر مثل الأخ الأكبر، أو إذا كان الطفل مريضًا، يجب على الأم أن تشرح للأخ الأصغر السليم أهمية رعاية أخيه المريض. وبالتالي، يتم استبدال المشاعر السلبية مثل الغيرة واللامبالاة بمشاعر أكثر إيجابية مثل الحب والاهتمام بالأخ الأصغر.

الزوار شاهدوا أيضًا:

تعليم الأطفال أهمية الوقت.... 8 طرق لتعليم طفلك فن إدارة الوقت

فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة للأطفال ... اغتنموا الفرصة مع أطفالكم

مشاكل الأطفال مع الإملاء ... .. طرق علاج الضعف الإملائي عند الأطفال

ابني والتكنولوجيا - تأثير التكنولوجيا على تربية الطفل

نصيحة من بصمة: يجب على الآباء أن يعاملوا أطفالهم بعدل ومساواة في جميع التفاعلات والحالات، وأن يجتهدوا في نشر الحب واللطف والحنان، والسماح لجميع أبنائهم بالمشاركة في الأنشطة المختلفة بالتساوي.