الإدمان من منظور نظرية التعلق النفسعصبية - بصمة | نلهمك لتبدع
الإدمان من منظور نظرية التعلق النفسعصبية
حجم الخط :
A-
A=
A+


 الإدمان
 من منظور نظرية التعلق النفسعصبية


د امجد احمد ابوجدي
عضو الجمعية الكندية للارشاد والعلاج النفسي - CCC-CCRP
عضو مرخص كلية اونتاريو للمعالجين النفسيين CRPO-RP

يشمل #مفهوم_الإدمان العديد من اشكال السلوك التي تشترك بالقيام بسلوكات مندفعة قهرية، وفقدان السيطرة على السلوك على الرغم من النواتج السلبية المترتبة علية. ووفقا لهذا الإطار فان الإدمان له عمليه واحدة تظهر بأشكال مختلفة، كاستخدام المواد بشقيها القانوني (دخان، قهوة) او غير القانوني (كحول، #مخدرات)، او ممارسة #سلوكات_قهرية كما هو في القمار وادمان الجنس، وادمان الانترنت، كما ان الإدمان يشمل على سلوك تهدئة (تسكين) الذات والمتمثل في الاكل الزائد وادمان التسوق. وقد يأخذ مفهوم الإدمان شكل مقبول ومدعم اجتماعيا والمرتبط بإدمان العمل.


ومن الناحية العصبية فان اشكال الادمان المختلفة تعمل على توليد الراحة اما من خلال تعاطي المواد والمخدرات او من خلال القيام بالسلوك القهري، والتي تعمل جميعها على استثارة نظام التعزيز والمكافئة بالدماغ لفترة مؤقتة من الزمن، حيث تلعب بعدها مشاعر الذنب والخزي، والمزاج الاكتئابي، ومشاعر القلق وما يرافقها من اعراض جسدية، والاشتياق دوراً في السعي للقيام بالسلوك الادماني القهري مرة أخرى، للحصول على التسكين الانفعالي والجسدي.


وللتعرف على العلاقة بين الإدمان و #التعلق علينا النظر الى الوظائف التي يحققها التعلق الامن في مرحلة الطفولة. فالتعلق الامن يسهم بالإحساس بالتهدئة والتسكين من خلال وجود مصدر امن يستجب لحاجات الطفل ويتعامل معها، مما يخفض الألم ويستثير نظام التعزيز والمكافئة بالدماغ. لذا فان العلاقات الامنة المبكرة بحياة الطفل تعمل على بناء منظم علاقات يخفض الألم ويحقق الشعور بالراحة الانفعالية والجسدية، ويبني منظومة عصبية مقترنة بها تعمل من خلال استمرارية منهج علاقاتي للحصول على المكافئة الذاتية. اما بالحالات التي يطور فيها الفرد تعلق تجنبي او قلق فانه يسعى الى تطوير منظم ذاتي يعتمد فيه على السلوكات القهري الاندفاعية لتهدئة الذات، والذي تأخذ تدريجيا اشكالا من الإدمان والاعتماد الجسدي او النفسي او كلاهما لخفض التوتر والقلق، او الاستثارة لتجنب مشاعر الاكتئاب ونقص الاستثارة.


فالنظر للإدمان وفقا لهذا المفهوم يتيح الفرصة لتفعيل ممارسات والدية مبكرة حول أهمية الاستجابة لحاجات الأبناء بما يسهم في نمو انفعالي اجتماعي وظيفي، الى جانب تعزيز الدور التربوي للمؤسسات التعليمية بالنظر للعديد من السلوك وفقا لاطار #الممارسات_المستنيرة بمفهوم #الصدمة المبكرة بدلا تجاهلها في الوقت الذي تحتاج فيه الى تدخل مهني.
#دامجدابوجدي

أضف تعليق