إدارة #اللاشعور: مدخل لتعزيز الوعي - بصمة | نلهمك لتبدع
إدارة #اللاشعور: مدخل لتعزيز الوعي
حجم الخط :
A-
A=
A+

إدارة #اللاشعور: مدخل لتعزيز الوعي


د. امجد احمد ابوجدي
أستاذ الارشاد والتقييم النفسي المشارك
معالج نفسي ممارس مقاطعة اونتاريو

ينظر الى اللاشعور بانه مخزن الذكريات ومكان للمكبوتات ومنبع الشهوات، وهو الجانب الخفي الذي تسيطر عليه لغة الرموز. من الممكن توسع النظرة اليه باعتباره مصدرا للإلهام، والتحفيز واليقين، والاستبصار، ومولدا للطاقة والدوافع. فخطاب اللاشعور وادارته لجوانب وابعاد شخصيتنا وسلوكنا قد لا تكون مفاجئة بمبادئه، الا ان تفاصيله تعطي الفرصة للتأمل بكيفية النظر الى من نحن، وكيف نتصرف.

بينت نتائج دراسات العلوم النفسية العصبية بان عقلنا الواعي يكون مسؤول عما يقدر (5%) من نشاطنا المعرفي اليومي، وهي نسبة تنطبق على الأشخاص الأكثر وعيا وتعليميا، في حين ان معظم الأشخاص لا يتصرفون بوعي معرفي بأكثر من (1%) من نشاطهم اليومي. وبتقدير كمي لعمليات العقل الواعية مقابل اللاواعية، فان العقل اللاوعي يعالج (40 مليون بت) في الثانية، مقابل العقل الواعي يعالج فقط (40 بت) في الثانية. ويرى العلماء بان معظم قراراتنا وافعالنا وعواطفنا تعتمد على (95%) على أنشطة الدماغ والتي هي خارج نطاق سيطرة وعينا المباشرة. ولعل خوفنا الاجتماعي من نقد الاخرين يمثل ردة فعل الغالبية العظمى من الناس والذي يتعاملون معه بإطار لاشعوري. وهذا من شانه ان يفسر الطاقة والجهود والوقت اللازمة للتعامل مع افكارنا السلبية، وادامة افكارنا الإيجابية. ويوضح كذلك كيف ان العودة لعادتنا القديمة وأفكار السلبية قد يحدث ضمن أي فترة يضعف فيها وعينا وسيطرتنا على الجانب الشعوري للإنسان (الإرادة).

 


فتعزيز الوعي يتطلب تشكيل مسارات جديدة بالدماغ من خلال التعرض الى خبرات اثرائية تعليمية واجتماعية وتأملية، والاستفادة من العناصر المعززة للوعي والتفكير بإطار وسياق غير نمطيان، والتعامل مع الخبرات الحياتية بما يسمح التفاعل معها والنظر الى الاحداث برغبة لاكتشافها بأوقات وزوايا وسياقات مختلفة، والتصالح مع مبدا استمرارية فهم الاحداث المتشابهة بالرغم من تكرارها من منظور بنائي ووظيفي. ففي الوقت الذي يتمكن فيه الانسان من وضع مراسي فكرية خارجية وربطها بعناصر بيئته الاجتماعية والطبيعية، فانه يتمكن كبح الخوف والسلبية والنمطية وتوجيه الطاقة الداخلية نحو أنشطة واهداف خارجية.


فبالإمكان التواصل مع اللاشعور وفهم اندفاعاته من خلال التساؤل حول الحقائق المطلقة التي يزودنا بها بمختلف المناسبات، والتمسك بمبدأ نسبية الحقائق والتعلم من الخبرات والبناء عليها. وهو ما يمكن ان يفسر دور اللاشعور بالإلهام العلمي.
#دامجدابوجدي

أضف تعليق