اضطراب الشخصية الحدية والسلوك الإجرامي. - بصمة | نلهمك لتبدع
اضطراب الشخصية الحدية والسلوك الإجرامي.
حجم الخط :
A-
A=
A+

اضطراب الشخصية الحدية والسلوك الإجرامي.


دكتور أمجد احمد ابوجدي
أستاذ الارشاد والتقييم النفسي المشارك
عضو الجمعية الكندية للارشاد والعلاج النفسي (CCC)

لا شك أن هناك محاولات عدة لفهم السلوك الإجرامي والتعرف إلى دوافعه، وتعد الأبعاد النفسية لمرتكب السلوك الجرمي من العوامل المفسرة له. و تعتبر اضطرابات الشخصية الحدية من أبرز اضطرابات الشخصية ارتباطا بالسلوك الجرمي. وعند النظر إلى الخصائص النفسية المميزة لهذه من الفئة من اضطرابات الشخصية، نجدها تفقد الاستقرار والأتزان الانفعالي، وتدرك العلاقات الاجتماعية بأنها مهددة، ويسود لديهم الشك بنوايا الآخرين، وميلهم للإدمان والاكتئاب، والخلل الواضح بالوظائف الاجتماعية والشخصية لديهم، وعدم الاستقرار في صورة الذات والنزاع مع الآخرين والتقلب بالمشاعر مابين الحب المفرط إلى الكراهية المفرطة. والاندفاع والعدوان، وظهور نوبات الغضب الحادة لديهم، والتلاعب بالآخرين ومشاعرهم.


كما أنهم يعتقدون بمجموعة من القناعات الراسخة لديهم ومن ضمنها انهم أشخاص سيئون يستحقون العقاب، وانهم اشخاص فارغون عديمو القيمه وغير محبوبين، وفي المواقف التي يحظون بها بحب الآخرين فإنهم يشككون في نواياهم، الى جانب انهم يصنعون الحقائق من خلال احساسهم بعيدا عن العقل ومنطقه، ويخافون من العلاقات الاجتماعية والحميمه ويعملون على توجيه غضبهم اتجاهها أو العمل على إنهاءها. ويميلون إلى إيذاء أنفسهم ومحاولة الانتحار.


وعند الربط ما بين اضطراب الشخصية الحدية والسلوك الجرمي، نجدها تنتشر بين السجناء بنسب تتراوح ما بين 30% - 50% وهي مرتبطة بممارسات العنف داخل السجون، كما ترتبط بجرائم العنف بأشكاله المختلفة وبينت إحصائيات عديدة في بريطانيا وألمانيا انه حوالي 45 % من السجناء ممن هم مشخصين باضطراب الشخصية الحدية ارتكبوا جرائم قتل واعتداء بحق نساء تربطهم بهم علاقة وثيقة.


ويغلب عليهم نمط التعلق غير الأمن والذي يرتبط بتاريخ من قلق الانفصال والهجران والإساءة أو التعرض إلى أساليب تنشئة غير متسقة وغير مستقرة. وقد يرتكب نسبة كبيرة منهم جرائمهم بمن تربطهم بهم علاقة وثيقة مثل الشريك او احد افراد الأسرة اوالمقربين، ولاشك أن اضطراب الشخصية الحدية تنتشر بين ممارسي العنف بأشكاله، وتتكامل لديهم عدة عناصر مجتمعة لارتكاب الجرائم من خلال سيطرة أفكار الشك بنوايا الآخرين، والتبلد الانفعالي وفقدان الحس بالآخرين والتعاطف معهم، والاندفاع بالسلوك وفقدان السيطرة عليه، والغضب الشديد، والتلاعب بالآخرين واستغلال ثقتهم بهم.


في إطار ما تقدم وضوء المتغيرات المرتبطة بضعف واضطراب العلاقات الاجتماعية والأسرية والتعرض الواسع لأشكال الإثارة االمعرفية والانفعالية، فإنه هناك زياده ملموسة بنسب انتشار هذا الاضطراب وانعكاس آثاره على مستويات العنف والنزاعات والجرائم وحالات عدم الاستقرار والاستثمار بالتوتر. مما يتطلب الانتباه لشيوع هذا النمط وخصوصا وأنه يرتبط بمراحل الطفولة والمراهقة بمظاهر اضطراب التصرف.
#دامجدابوجدي

أضف تعليق