اقرا ايضا 

كيف نستغل العطل الطويلة لاطفالنا

في هذه المقال سنكمل إن شاء الله أساليب استثمار العطلة الصيفية، وكنا قد ذكرنا اننا لاستثمار العطلة الصيفية لابد من مراعاة اربع جوانب وهي الجانب الروحي والجانب التعليمي والذهني والجانب الاجتماعي واخيرا الجانب الصحي والجسمي.

ننتقل الآن للحديث عن الجانب الثاني وهو الجانب التعليمي والذهني، ان انقطاع الطالب مدة 3 أشهر عن التعليم كفيل بالتقليل من قدرات الطفل ونسيان الطفل لبعض مهارات القراءة والحساب، وخاصة لأطفال المرحلة الابتدائية، ولتنمية الجانب الذهني والتعليمي لأبنائنا نقترح ما يلي:

إشراك الأطفال بنوادي صيفية لتعلم مهارة جديدة او لغة، على الا تكون هذه النوادي مملة للطفل ولا تسبب ضغطا عليه حيث أن من حق الطفل الاستمتاع بالعطلة لكن بطرق صحيحة وفي حال عدم وجود قدرة مادية للاهل لاشراك أطفالهم بمثل هذه النوادي فيمكن للام او للاب تخصيص نصف ساعة كل يوم لمتابعة أبناءهم باستعمال الإنترنت لمتابعة البرامج التعليمية وهناك عدد كبير جدا من المواقع التعليمية على الإنترنت، باستخدام كتب الالغار وألعاب الذكاء والمسابقات.

تشجيع الأبناء على كتابة المذكرات والقصص وقصص الخيال العلمي والأدبي وكتابة الخواطر يدويا وعلى الحاسوب لتعليمهم الطباعة.

تشجيع الأطفال على حفظ 5 كلمات من اللغة الإنجليزية كل يوم، تشجيع الأطفال على تعلم برامج التصميم ولغات البرمجة، استعمال الألعاب العائلية في لعبة اسم جماد نبات، وهذه الألعاب تشيع جو من الألفة والمرح بين أفراد العائلة، تعليم البنات مهارات الطبخ والحلويات والتنظيف والأشغال اليدوية، ولكن بطريقة مصادقة البنات، وليس بطريقة الأمر والنهي، وهي فرصة لاقتراب الأم من ابنتها في جو مرح، واعداد أمهات مستقبلات قادرات على تحمل المسؤولية.

ومم المهم أيضا تعليم الأطفال مهارة الرسم والتلوين.

ثالثا الجانب الاجتماعي؛ لا أحد ينكر اليوم الأثر السيء لمواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية على العلاقات الاجتماعية، ودورها في العزلة الاجتماعية وتفكك الروابط العائلية، وخاصة على فئة المراهقين والعطلة الصيفية فرصة لإعادة بناء هذه الروابط حيث أن الأنشطة الاجتماعية مهمة لتطوير شخصية الطفل وقدرته على تحمل المسؤولية، ومن الأنشطة الاجتماعية التي يمكن ممارستها في العطلة مايلي :

زيارة الأقارب والجيران، الرحلات، المخيمات، التطوع في بعض الأنشطة، تعويد الأطفال الأكبر سنا الذهاب لشراء حاجات المنزل، ومن الممكن أيضا السماح للأبناء الأكبر سنا بالعمل خلال العطلة الصيفية ولكن ضمن معايير منها أن تكون أماكن العمل آمنة، بعيدة عن الأشخاص السيئين هذا الأمر له أثر إيجابي كبير في تطوير شخصية الابن، وتحمله للمسؤولية، كما أنه يهيئه لمواجهة سوق العمل في المستقبل، بعد إنهاء الدراسة.

اخيرا الجانب الجسمي والصحي

من أهم الأنشطة للعناية بهذا الجانب ممارسة الرياضة، ف الرياضة مهمة جداً في تفريغ الطاقات لدى الأطفال وخاصة فئة المراهقين، وهذه الطاقات اذا لم يتم تفريغها، فإنها ستتحول إلى طاقات ضارة على جسم الأبناء، كما أن الرياضة تلعب دورا مهما في نمو أجساد الأطفال، والمحافظة على صحتهم، والرياضة تساعد على التخلص من الكسل وتجدد خلايا الجسم وتجدد الفكر، كما أنها تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتزيد من مهارة التعاون والعمل الجماعي لدى الأطفال خاصة إذا كانت الألعاب جماعية ويمكن إشراك الأطفال في النوادي الرياضية حسب ميولهم واهتماماتهم وفي حال عدم توفر القدرة المادية على ذلك فإنه يمكن ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية داخل المنزل، مثل بعض التمارين الرياضية من خلال تطبيقات الانترنت، عمل حصة العاب يومية للأطفال في البيت مع الأب والأم مما يزيد من جو الألفة بين أفراد الأسرة، عمل مسابقات رياضية بين الأطفال حتى يتعود الطفل على روح المنافسة والفوز والهزيمة.

بقي أن نقول ان عدم توفر الظروف المادية ليس سببا كافيا لاهدار أوقات الفراغ وعدم استغلال الإجازات الاستغلال الأمثل، وهناك الكثير من الطرق والأساليب لاستغلال العطلة الصيفية داخل المنزل، في حال عدم توفر الأمور المادية لاشراك أبناءنا في النوادي الصيفية.

من النعم الموفورة على الإنسان الفراغ والصحة، لان صاحبهما يملك وقت كافي لينجز ما لايستطيع أصحاب المشاغل فعله، نعمتان مغبون فيهما الكثير من الناس؛ الصحة والفراغ، ف العطلة الصيفية طاقة كبيرة ولكنها معطلة عند الكثير من الناس لانهم يقضونها باللهو، والسهر والعبث، ومن واجبنا كمربيين تجاه أبنائنا استثمار هذه الطاقات المعطلة.

ومن واجبنا تعليم الأطفال منذ السن الصغير تقدير قيمة الوقت وعدم إهدار أوقات الفراغ؛ من أجل حياة ناجحة لمستقبل أمن بإذن الله.

نسأل الله العلي القدير أن يعيننا واياكم على تربية أولادنا تربية صالحة، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم مما قدمناه لكم في هذه المقال، نلقاكم في حلقة قادمة ان شاء الله، دمتم بخير.